Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
Publisher
دار الثريا للنشر
Genres
وقد يعتذر عن المؤلف فيقال: إن الإعدام فيه نوع خلق؛ لأن إتلاف الشيء القائم خلق، ولهذا قال الله ﷿: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾ (^١) مع أن الموت عدم وفناء، والأمر في هذا سهل، قال: ﴿أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)﴾ ﴿كُنْ﴾ هنا الظاهر أنها تامة، وإذا جعلناها ناقصة صار المعنى: كن كذا. أي: تحول إلى كذا، لكن إذا جعلناها تامة صار المعنى أشمل، لتشمل ما أراد الله تعالى تحويله من شيء إلى شيء، وما أراد الله إيجاده أصلًا. يعني ﴿كُنْ﴾ أي: أن يوجد ويتكون، أو (كن كذا) أي بأن يكون الطويل قصيرًا، والقصير طويلًا وما أشبه ذلك، فإذا جعلناها تامة صار هذا أشمل ﴿فَيَكُونُ (٨٢)﴾ قال المؤلف: يقول: [فهو يكون، وفي قراءة بالنصب عطفًا على ﴿يَقُولَ﴾] قراءتان سبعيتان لأنه قال: [في قراءة] واصطلاح المؤلف ﵀ إذا كانت القراءتان سبعيتين أن يقول: (وفي قراءة) وإذا كانت إحداهما شاذة قال عن الشاذة (قُرِئَ). في قوله: ﴿فَيَكُونُ (٨٢)﴾ على قراءة الرفع بالفاء هنا للاستئناف، وجملة (يكون) خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير فهو يكون، أما على قراءة النصب فهي معطوفة على ﴿أَنْ يَقُولَ﴾ للشيء: كن فيكون، والفاء على كلا الوجهين دالة على الترتيب والتعقيب، يعني أن الشيء يكون فورًا بدون تأخير، وقد بين الله تعالى سرعة هذه الفورية في قوله: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)﴾ (^٢) ولمح البصر ليس شيء أسرع
(^١) سورة الملك، الآية: ٢.
(^٢) سورة القمر، الآية: ٥٠.
1 / 307