Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
Publisher
دار الثريا للنشر
Genres
﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا﴾.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّه ما من شيء مخلوق إلَّا وفيه زوجان، لقوله: ﴿وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (٣٦)﴾ وهذا لفظ من أعم ما يكون من الكلمات.
٤ - ومن فوائد الآية أيضًا: أن بني آدم على أصناف متنوعة كما كان ذلك أيضًا فيما تنبته الأرض، بل وفي الأرض نفسها قال الله تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ﴾ (^١) فإثبات التجاور لها يقتضي أن كل واحد منها يخالف الآخر، لأن الجار غير جاره وكذلك هنا ﴿مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ﴾ يدل على أن في الأرض أصنافًا منوعة من النباتات، كذلك ﴿وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ فيما خلق الله ﷿ من بني آدم أصنافًا: ذكر وأنثى، أسود وأبيض، طويل وقصير، شقي وسعيد، ذكي وبليد، عاقل وسفيه، وهكذا ليعتبر الإنسان قدرة الله ﷿ على خلق هذه الأشياء المتضادة.
٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الجهل للإنسان وأنه لا يحيط بكل شيء، لقوله: ﴿وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (٣٦)﴾ وهذا إذا أضفتها إلى قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)﴾ (^٢) تبين لك مدى جهل الإنسان في الأمور.
* * *
﴿وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧)﴾ نقول: في إعرابها ما قلنا في آية ﴿الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ﴾ فيكون الليل مبتدأ، وآية
(^١) سورة الرعد، الآية: ٤. (^٢) سورة الإسراء، الآية: ٨٥.
1 / 133