Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
Publisher
دار الثريا للنشر
Genres
٨ - بيان قدرة الله تعالى وأنه قادر على إهلاك الخلق بصيحة واحدة فقط بدون أي فعل، بل صوت مزعج يقطع القلوب، لقوله: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾.
٩ - ومنها بيان ذل كل شيء لعظمته بحيث لا يكرر ولا يعيد ما أراده لقوله: ﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ لهذا أكدها بـ ﴿وَاحِدَةً﴾ لبيان أنهم لم يحتاجوا إلى إعادة الصيحة مرة ثانية، وهكذا جميع ما أمر الله تعالى به كونًا فإنه لا يحتاج إلى إعادة؛ لقوله تعالى في سورة القمر: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)﴾.
١٠ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذه الصيحة أهلكتهم جميعًا لم ينجُ منهم أحد لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)﴾ وعلى هذا ترتيب فائدة أخرى وهي:
١١ - أن قبض ملك الموت لأرواح بني آدم أكبر مما نتصور، فإنه قد يقول قائل: كيف يقبض هذه الأرواح وهي تموت في آن واحد؟
فنقول: إن كيف في الأمور الغيبية لا ترد؛ لأن هذه أمور لا ندركها بحواسنا، فكل أمر غيبي لا تقل فيه: كيف؟ ولهذا لما قيل للإمام مالك - رحمه الله تعالى -: كيف استوى؟ قال: "الكيف غير معقول" أي: لا يمكن أن ندركه بالعقل حتَّى نسأل عنه.
١٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء القومِ الذين كذبوا الرسل الثلاثة هلكوا جميعًا لقوله: ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)﴾ وهذا يدل على أن من زعم أن هذه القرية التي أرسل إليها الثلاثة هي أنطاكية فإن زعمه باطل؛ لأن رسل عيسى ﵊
1 / 104