307

Tafsir

تفسير الأعقم

Genres

[62 - سورة الجمعة]

[62.1-4]

{ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض } أي ينزهه كل شيء ويشهد بالوحدانية والربوبية بما ركب فيه من التدابير العجيبة والصنيع البديع الدال على أنه عالم حي سميع بصير لا يشبهه شيء وإنه حكيم، وأما قوله مرة سبح ومرة يسبح إشارة إلى دوام تنزيهه بالماضي والمستقبل { الملك } القادر على جميع الأشياء { القدوس } الطاهر المنزه عن المثل والشبه والأفعال القبيحة { العزيز } القادر الذي لا يمتنع عليه شيء { الحكيم } العالم { هو الذي بعث في الأميين رسولا } الأمي منسوب إلى أم القرى لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرون من بين الأمم، وقيل: { منهم } كقوله: من أنفسكم { يتلو عليهم آياته } يقرؤها عليهم مع كونه أميا لم يعهد منه قراءة { ويزكيهم } ويطهرهم من الشرك { ويعلمهم الكتاب والحكمة } القرآن والسنة { وإن كانوا من قبل } أي قبل مبعثه { لفي ضلال مبين } عن الحق وذهاب عن الدين لا يرى ضلالا أعظم منه { وآخرين منهم } ، قيل: ويعلم آخرين من المؤمنين، قيل: كل من بعد الصحابة، وقيل: هم العجم التابعين، وقيل: جميع من يدخل في الاسلام إلى يوم القيامة، وقيل: لما نزلت قيل:

" من هم يا رسول الله؟ فوضع يده على سلمان وقال: " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء "

وقوله: { لما يلحقوا بهم } أي لم يلحقوا بالعرب { وهو العزيز الحكيم } في تمكينه رجلا أمينا من ذلك الأمر العظيم من بين كافة البشر { ذلك فضل الله } الذي أعطاه محمدا { يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }.

[62.5-8]

{ مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها } يعني اليهود كلفوا علمها والعمل بها { ثم لم يحملوها } في الحقيقة صفه اليهود في أنهم حملوا التوراة وقرأوها، ثم أنهم غير عاملين بها ولا منتفعين بآياتها وذلك أن فيها بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والبشارة به ولم يؤمنوا { كمثل الحمار يحمل أسفارا } أي.... العلم فهو يمشي بها ولا يدري منها إلا ما يمر بجنبيه وظهره من الكد والتعب، وكل من علم ولم يعمل فهو مثله، وبئس المثل وفيه إشارة إلى أهل القرآن إذا لم يعملوا به { مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله } وهم اليهود الذين كذبوا بآيات الله الدالة على صحة نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { والله لا يهدي القوم الظالمين } قيل: لا يثيبهم ولا يهديهم إلى رحمته، وقيل: لا يحكم بهدايتهم { قل يأيها الذين هادوا } الآية نزلت في اليهود لما قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ولنا الجنة دون الناس، فأنزل الله فيهم { فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } قيل: سموا يهودا نسبتهم الى يهودا، وقيل: لقولهم انا هدنا اليك، وعلى أي وجه كان فقد صار في الشرع اسم ذم { إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس } وان لكم الجنة { فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } فيما زعمتم أنه يوصلكم إلى الجنة، ثم قال: { ولا يتمنونه أبدا } بسبب ما قدموا من الكفر والمعاصي، وقد قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" والذي نفسي بيده لا يقولها أحد منكم إلا غص بريقه "

، فلولا أنهم كانوا موقنين بصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتمنوا، ولكنهم علموا أنهم لو تمنوا من ساعتهم ولحقهم الوعيد وهي أحد المعجزات للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { قل } يا محمد { إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة } إلى المواضع الذي يحكم فيه { فينبئكم بما كنتم تعملون } قيل: يحشركم بأفعالكم ويجازيكم عليها.

[62.9-11]

Unknown page