Tafsir
تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني
[81]
وقوله تعالى : { بلى من كسب سيئة } ؛ أي ليس كما تقولون. قال الكسائي : (الفرق بين بلى ونعم : أن بلى إقرار بعد جحد ؛ ونعم جواب ، استفهام لغير جحد. فإذا قيل لك : أليس فعلت كذا ؟ تقول : بلى. أو قيل لك : ألم تفعل كذا ؟ تقول : بلى). وقال تعالى : { ألست بربكم قالوا بلى }[الأعراف : 172]. وقال في غير الجحود : { فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم }[الأعراف : 44]. وإنما قال ها هنا : بلى ؛ للجحود الذي قبله وهو قوله : { لن تمسنا النار }[البقرة : 80] والسبب هنا الشرك.
قوله تعالى : { وأحاطت به خطيئته }. قرأ أهل المدينة : (خطيئاته) بالجمع. وقرأ الباقون (خطيئته) على الواحد. والإحاطة : الإحداق بالشيء من جميع نواحيه ؛ أي سدت عليه طريق النجاة ؛ ومات على الشرك. وقيل : السيئة : الذنب الذي وعد عليه العقاب. والخطيئة : الشرك. ولا بد أن تكون الخطيئة أكبر من السيئة ؛ لأن ما أحاط بغيره كان أكبر منه.
وأصل بلى : بل ؛ وهو لرد الكلام الماضي ؛ وإثبات كلام آخر مبتدأ ؛ وإنما زيدت اللام لتحسين الوقف. وقيل : أصله : بل لا ؛ فخففت. وقال الربيع بن خيثم في معنى قوله : (وأحاطت به خطيئاته) : هو الذي يصر على خطيئة قبل أن يموت ، ومثله قال عكرمة. وقال مقاتل : يعني أصر عليها. وقال الكلبي : معنى { وأحاطت به خطيئته } أي أوبقته ذنوبه.
قوله تعالى : { فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولائك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } ظاهر المعنى.
Page 81