283

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

وأوصت الى علي (ع) ثم الى أكبر ولده من بعده؛ وكان فيما أوصت به حوائط سبعة:

الحسنى والصافية والدلال والعواف والبرمة والميتم ومال أم ابراهيم.

والاصح: انها لم تخلف شيئا بل خرجت من الدنيا كما خرج رسول الله (ص).

واختلفوا في غسلها، فقال احمد في (الفضائل) حدثنا محمد بن يونس حدثنا مصعب بن عبد الله حدثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق عن عبد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن أم سلمة قالت اشتكت فاطمة فمرضتها فاصبحت يوما كأمثل ما كانت فخرج علي (ع) فقالت يا امتاه اسكبي لي غسلا ففعلت فقامت واغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت هاتي ثيابي الجدد فناولتها إياها فلبستها ثم قالت قدمي الفراش الى وسط البيت فقدمته فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت نحرها وقالت اني مقبوضة وقد اغتسلت فلا يكشفني احد وقبضت فجاء علي (ع) فأخبرته فبكى وقال والله لا يكشفها احد ثم حملها بغسلها ذلك وصلى عليها ودفنها وقال لا تخبري الحسن والحسين قلت لا.

فان قيل الحديث ضعيف في اسناده ابن اسحاق، كذبه مالك وفيه أيضا علي بن عاصم متروك، ثم الغسل إنما يكون لحدث الموت فكيف يصح قبله والجواب قد اخرجه احمد في (الفضائل) وأما ابن اسحاق فقد قال احمد يقبل قوله في (المغازي والسير) وأثنى عليه جماعة من العلماء وكان اماما كبيرا وانما طعن مالك لأنه صنف الموطأ قال اروني إياه فانا بيطاره، فبلغ ذلك مالكا فشق عليه وقال ذاك دجال من الدجاجلة، وقد اخذوا على مالك في هذا فانه لا يقال من الدجاجلة بل من الدجالين.

وأما قولهم الغسل لحدوث الموت؛ قلنا يحتمل ان تكون مخصوصة بذلك.

وقد ذكر هذا الحديث ابن سعد في (الطبقات) عن يزيد عن ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق.

وروي ان الملائكة غسلتها، وروي ان اسماء بنت عميس غسلتها والاصح ان عليا (ع) غسلها وكانت اسماء تصب عليه.

فان قيل فعند أبي حنيفة لا يجوز للرجل ان يغسل زوجته؟ فالجواب ان عليا (ع)

Page 286