282

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

ذكر ندبها لرسول الله (ص) وفصاحتها

روى السدي عن أشياخه قال: لما توفي رسول الله (ص) قامت تندبه وتقول:

أبي وا أبتاه

أجاب ربا دعاه

جنة الفردوس مأواه

من ربه ما أدناه

الى جبرئيل نعاه

ولما قال (ص) عند الموت وا كرباه قالت وا كرب ابتاه وقال لها لا كرب على أبيك بعد اليوم.

ولما دفن قالت يا انس: كيف طابت قلوبكم ان تحثوا التراب على رسول الله.

وقال الشعبي: لما منعت ميراثها لاثت خمارها على رأسها أي عصبت يقال لاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا- أي عصبها- وقيل اللوث الاسترخاء، فعلى هذا يكون معنى لاثت- أي أرخت- وحمدت الله تعالى واثنت عليه ووصفت رسول الله (ص) بأوصاف فكان مما قالت: كان كلما فغرت فاغرة من المشركين فاها أو نجم قرن من الشياطين وطئ صماخها باخمصه واخمد لهيبها بسيفه وكسر قرنها بعزمته حتى اذا اختار الله له دار أنبيائه ومقر أصفيائه واحبائه اطلعت الدنيا رأسها اليكم فوجدتكم لها مستجيبين ولغرورها ملاحظين هذا والعهد قريب والمدى غير بعيد والجرح لم يندمل فانى تؤفكون وكتاب الله بين اظهركم؛ يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي، ودونكها مرحولة مذمومة، فنعم الحاكم الحق؛ والموعد القيامة، و لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ثم أومأت الى قبر رسول الله (ص) وقالت:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكبر النوب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها

واغتيل أهلك لما اغتالك التراب

وقد رزينا بما لم يرزه أحد

من البرية لا عجم ولا عرب

ثم انها اعتزلت القوم ولم تزل تندب رسول الله (ص) وتبكيه حتى لحقت به.

ذكر مرضها ووفاتها

قال علماء السير: لم تزل مريضة منذ توفي رسول الله (ص)؛ وروي انها لما احست بالموت كتبت وصية وأشهدت عليها الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود

Page 285