لباب مصاصها
ويقول بعض المتحذلقين منهم: «فسموت إلى لباب مصاصها». فاللباب الخالص من كل شيء، وفيه غنى عن المصاص؛ لأنه علاوة على كونه بمعناه يفضل عليه في الاستعمال لأنه أدل على المعنى وأعذب لفظا.
مخارف ضفاف النيل
ومن غرائب الاستعمال، قول بعضهم: «في مخارف ضفاف النيل». وفسر المخارف بأنها «جمع مخرف، وهو المنتزه». أما كونها جمع «مخرف» فصحيح، وأما كون المخرف بالمعنى الذي فسره، فليس بصحيح؛ لأنه سكة بين صفي نخل. يخترف المخترف، أي : يجني الجاني ثمر النخل، من أيهما شاء. و«المخرف» أيضا: الطريق الواضح. وفي كلا المعنيين لا يصح استعمال المخارف بمعنى الحدائق والبساتين. بقي أن في قوله «المنتزه» خطأ يقع فيه كثيرون غيره من الكتاب؛ لأن الفعل «انتزه» لم يسمع عن العرب، وإنما قالوا: «تنزه». فمكان النزهة أو التنزه: متنزه.
دان. مدان
ويطلقون كلمة «مدان» على من يحاكم ويحكم عليه. وهو خطأ؛ لأن الفعل «أدان» لم يستعمل عند العرب إلا بمعنى أخذ الدين أو إعطائه، يقال: «أدان الرجل»، أخذ دينا، و«أدانه» أقرضه. فالصواب أن يقال: «مدين» من دانه، أي: حكم عليه وجزاه. والفعل «دان» من الأفعال الواردة في معان متضادة؛ يقال: «دانه وأدانه»، أي: أقرضه إلى أجل، فهو دائن ومدين، وذاك مدين ومديون ومدان. ويقال: «دان الرجل وأدان»، أي: استقرض، فهو دائن ومدين. أما تدين وادان واستدان، فبالمعنى الثاني.
يسوى
ويقولون: «اشتراه بجنيهين وهو بالحقيقة لا يسوى نصف جنيه»، أي: لا يعادل. فيستعملون سوي يسوى، بمعنى ساوى يساوي، ومنه قول الشاعر:
صببت علي العار حتى تركتني
ملاما لمن يسوى ومن لم يكن يسوى
Unknown page