عوده على الشيء. وتعود عليه واعتاد عليه
ويقولون: «عوده على الشيء»، و«تعود على الشيء»، و«اعتاد على الشيء». والصواب ترك «على» فيها كلها. فيقال: «عوده الشيء» فتعوده واعتاده، أي جعله من عادته، وهكذا أعاده وعاوده واستعاده.
سهوم. نسائم. ورود
ومما يكثر وروده في كلامهم مجموعا، على خلاف المسموع عن العرب: «نسائم وسهوم وورود»، جمع نسمة وسهم وورد، والصواب: نسمات وأسهم، أو سهام وورد، أو أوراد.
الصفة المشبهة من الفعل فعل
ويبنون الصفة المشبهة من الفعل: «فخم» على «فعيل»، فيقولون: «قصر فخيم». والمسموع منه عن العرب إنما هو على فعل كما من ضخم وعذب وجزل وغيرها، فيقال: «قصر فخم» و«ملك ضخم» و«ماء عذب» و«لفظ جزل»، أي فصيح متين. وسمع أيضا من ضخم ضخام وضخم. أما جزيل فمعناه كثير.
زهر. زهور
ويجمعون كلمة «زهر» على «فعول»، فيقولون: «زهور». وقد شاع استعمالها كثيرا، وجعلت اسما لأحد كتب التاريخ: «قطف الزهور»، وإحدى المجلات: «مجلة الزهور»، واتسعت فيها شقة الخلاف بين الباحثين، فأنكر بعضهم استعمالها وعده خطأ، وأجازه البعض الآخر وعده صوابا. ويؤخذ من شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، أن جمع فعل على فعول مطرد، وبه يحتج من يعد جمع زهر على زهور مقيسا. ولكنه لم يرد بين أوزان جموع التكسير المطردة المثبتة في بعض كتب الصرف المطولة. فعد كثيرون جمع فعل على فعول مما يغلب لا مما يطرد، وقالوا إنه سمع في: حرف وسطر ونفس وبحر وشهر وغيرها، ولكنه لم يسمع في: قطر ووقت وورد وسهم. وحينئذ يكون الفصل للمعاجم. ولم يرد جمع زهر في واحد منها على زهور، حتى أن صاحب محيط المحيط قال: «والعامة تقول: زهور».
أما جمع الجمع في هذه الكلمة فليس أزاهر كما وهم البعض، بل أزاهير فقط جمعا لأزهار. ولا يصح أزاهر إلا أن يكون جمع أزهر وهو لم يسمع قط.
بقي أن في المسألة إشكالا آخر يجب الالتفات إليه: ففي المعاجم كلها تقريبا أن زهرة جمعها زهر وأزهار وأزاهير. ولما كان الأخير من هذه الجموع الثلثة جمع أزهار، فإذا يكون كل من الجمعين الباقيين - أي: زهر وأزهار حسب ظاهر الكلام - جمع زهرة، وإذا صح هذا، لم يصح بوجه من الوجوه أن يكون أزهار جمع زهر؛ لأن جمع الجمع له أوزان مخصوصة ليس «أفعال» منها . وما أظنه يصبح أن يكون كل من زهر وأزهار جمع زهرة، إلا إذا ثبت ورود فعل وأفعال جمع فعلة.
Unknown page