243

Al-Tadhkira bi-aḥwāl al-mawtā wa-umūr al-Ākhira

التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة

Editor

الدكتور

Publisher

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ

Publisher Location

الرياض

العامل الخير ليس معه حظ من العلم ولا من أسرار الملكوت يلج عليه عمله عقيب رومان في أحسن صورة طيب الريح، حسن الثياب، فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول: من أنت الذي من الله علي بك في غربتي؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فلا تحزن ولا توجل فعما قليل يلج عليك منكر ونكير يسألانك فلا تدهش، ثم يلقنه حجته فبينما هو كذلك، إذ دخلا عليه فينتهرانه ويقعدانه مستندًا ويقولان: من ربك؟ - نسق الأول - فيقول: الله ربي، ومحمد نبيي، والقرآن إمامي، والكعبة قبلتي، وإبراهيم أبي، وملته ملتي، غير مستعجم، فيقولان له: صدقت، ويفعلان به كالأول إلا أنهما يفتحان له بابًا إلى النار فينظر إلى حياتها وعقاربها وسلاسلها وأغلالها وحميمها وجميع غمومها وصديدها وزقومها فيفزع فيقولان له: لا عليك سوء.
هذا موضعك قد أبدله الله تعالى بموضعك هذا من الجنة.
نم سعيدًا ثم يغلقان عنه باب هذا النار ولم يدر ما مر عليه من الشهور والأعوام والدهور.
ومن الناس من يحجم في مسألته.
فإن كانت عقيدته مختلفة امتنع أن يقول: الله ربي وأخذ غيرها من الألفاظ فيضربانه ضربة يشتعل منها قبره نارًا ثم تطفأ عنه أيامًا.
ثم تشتعل عليه أيضًا.
هذا دأبه ما بقيت الدنيا.
ومن الناس من يعتاص عليه ويعسر أن يقول: الإسلام ديني لشك كان يتوهمه، أو فتنة تقع

1 / 355