202

Al-taʿyīn fī sharḥ al-arbaʿīn

التعيين في شرح الأربعين

Editor

أحمد حَاج محمّد عثمان

Publisher

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

Genres

ويهدي ثواب ذلك ونوره لكل عبد لله ﷿ صالح في السموات والأرض من ذكر أو أنثى من ملك أو جني نبي أو صديق أو شهيد، فينبغي لمن وُفِّقَ فِعلُ ذلك.
وقد صح لي عن بعض من كان يفعل ذلك صحة قاطعة لا ريب فيها أنَّه نام يومًا بعد هذا الذكر وأهدى ثوابه إلى من ذكر فرأى في منامه كأنه عُرج به إلى السماء وأنه خرج للقائه كل من فيها من الأنبياء والملائكة وغيرهم، فكان يرى أن ذلك دليل على أنَّه يصل إليهم ما أهداه لهم وأنهم خرجوا للقائه مكافأة له على ذلك.
واعلم أن ذكر الله ﷿ عظيم وإن قلَّ لفظه، وثوابه جزيل، فلا تكسل أن تقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات تعدل ختمة، أو تقول: سبحان الله وبحمده، أو سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإن هذا أحب الكلام إلى الله ﷿ كما ثبت في الصحيح (١)، ثم تقول: اللهم أثبني على هذا الذكر واجعل ثوابي عليه هدية مني إلى كل عبد لك صالح في السموات والأرض.
ولا يمنعك من هذا قول من لا يرى (٢) وصول ثواب القرآن إلى الميت

(١) الَّذي في البخاري ٦/ ٢٧٤٩ من حديث أبي هريرة: كلمتان حبييتان ....... سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. وروى النسائي في عمل اليوم والليلة (٤٨٥ طبعة المغرب) من حديث بعض أصحاب مُحَمَّدُ ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ: أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
(٢) وهو الإمام الشافعي، انظر تفسير ابن كثير ٧/ ٤٤٠ وتفسير آيات أشكلت لشيخ الإسلام ابن تيمية ١/ ٤٥١ - ٥٦٨.

1 / 151