194

Al-taʿyīn fī sharḥ al-arbaʿīn

التعيين في شرح الأربعين

Editor

أحمد حَاج محمّد عثمان

Publisher

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

Genres

مانع إلا الله ﷿، بخلاف غيره من الناس فإن غلامه إذا لم يقف شغله غضب عليه وقام فضربه، فعلى هذا لا فاعل في الوجود إلا الله وحده (أ)، وله آلات كبرى وصغرى ووسطى، فالكبرى من له قصد واختيار كالإنسان الضارب بالعصا، والصغرى ما لا قصد له ولا اختيار كالعصا المضروب بها، والوسطى من له قصد ولا عقل له كالدابة ترفس ونحوها (١).
فإن قلت: قد صح في الحديث أن موسى ﷺ اغتسل عريانا، ووضع ثوبه على حجر، فنفر (ب) الحجر، فجمح موسى في أثره يقول: ثوبي يا حجر، ثوبي يا حجر، ثم طفق يضربه بعصاه، وإن أثر عصاه بالحجر (جـ) لندب ستة أو سبعة (٢).
وإنما ذلك غضب على الحجر مع أن موسى كان من أعرف الناس (د) بالله ﷿ وتوحيده وأن لا فاعل غيره.
فالجواب أن الحجر إنما فرَّ بثوب موسى لحياة خلقها الله ﷿ فيه

(أ) في ب، س، م فعلى هذا الفاعل في الوجود هو الله ﷿ وحده.
(ب) في ب، م ففر.
(جـ) في م في الحجر.
(د) في أ، م الخلق.
(١) هذا تقسيم فاسد يجعل الإنسان، وعصاه التي يضرب بها باختياره وإرادته، ودابته التي يركبها في مرتبة واحدة من حيث إن كلَّها آلات لفعل الله فحسب.
(٢) رواه البخاري ١/ ١٠٧ ومسلم ١/ ٢٦٧ من حديث أبي هريرة.

1 / 143