117

Tacyin

التعيين في شرح الأربعين

Investigator

أحمد حَاج محمّد عثمان

Publisher

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

Genres

إلا هذه المرة" (١) وجبريل لم يعلمهم شيئًا، وإنما الذي علمهم بالحقيقة هو النبي ﷺ لكن جبريل لما كان سؤاله سببا للتعلم من النبي ﷺ نسب التعليم إليه مجازا من باب إطلاق اسم المُسَبَّبِ على السبب.
البحث التاسع: احتج الاتحادية والحلولية من هذا الحديث على مذهبهم بوجهين (أ):
أحدهما: أن جبريل ﵇ روحاني وقد خلع في هذا الحديث صورة الروحانية وظهر بمظهر البشرية، مع أن جبريل أحد مخلوقات الله ﷿، ولذلك كان يظهر في سورة دحية الكلبي فيعلمه النبي ﷺ مَلَكا، والناس حوله يعتقدونه بشرا.
قالوا: فالله ﷿ أقدر على الظهور في صورة الوجود الكلي أو بعضه، وبنحو هذا احتج ابن الفارض في نظم السلوك (٢).
الوجه الثاني: قوله ﵊: "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قالوا: هذا يدل على أنه ﷿ ماهية لطيفة في غاية اللطافة بحيث أنه يَرَى

(أ) في م من وجهين.
(١) رواه أحمد ٤/ ١٢٩، ١٦٤، من حديث عامر الأشعري. وصحَّح الحافظ ابن حجر سنده فتح الباري ١/ ١١٦.
(٢) هو عمر بن علي بن مرشد الحموي ثم المصري.
صاحب الاتحاد الذي قد ملأ به التائية، فإن لم يكن في تلك القصيدة الذي لا حيلة في وجوده فما في العالم زندقة ولا ضلال. أهـ سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٦٨ ونظم السلوك هي قصيدته التائية الاتحادية في نحو ثمانمائة بيت تنعق بصريح الاتحاد.

1 / 66