221

Al-Tabsira

التبصرة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

قوله تعالى: ﴿فلا تصاحبني﴾ وَقَرَأَ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ: فَلا تُصَاحِبَنِّي بِتَشْدِيدِ النُّونِ. وَقَرَأَ ابْنُ عَبْلَةَ: ﴿تَصْحَبْنِي﴾ بِفَتْحِ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلَفٍ، وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ كَذَلِكَ؛ إِلا أَنَّهُ شَدَّدَ النُّونَ. وَقَرَأَ النَّخَعِيُّ وَالْجَحْدَرِيُّ ﴿تُصْحِبْنِي﴾ بضم التاء وكسر الحاء وسكون الصادر وَالْبَاءِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَفِيهَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا لا تتابعني في شيء ألتمسه منك، يقال أصبحت المهر إذا إنقاذ. وَالثَّانِي: لا تَصْحَبْنِي عِلْمًا مِنْ عِلْمِكَ ﴿قَدْ بلغت من لدني﴾ قَرَأَ نَافِعٌ: ﴿مِنْ لُدْنِي﴾ بِضَمِّ الدَّالِ مَعَ تَخْفِيفِ النُّونِ.
فَلَمَّا انْطَلَقَا إِلَى الْقَرْيَةِ وَفِيهَا ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهَا أَنْطَاكِيَةُ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
وَالثَّانِي: الأُبُلَّةُ. قَالَهُ ابْنُ سِيرِينَ. وَالثَّالِثُ: باجروان. قاله مقاتل. ﴿استطعما أهلها﴾
أي سألوهما الضيافة ﴿فأبوا أن يضيفوهما﴾ وكانوا بخلاء ﴿فوجدا فيها جدارا﴾ أي حائطًا ﴿يريد أن ينقض﴾ وَقَرَأَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: ﴿يَنْقَاضَّ﴾ بِأَلِفٍ مَمْدُودَةٍ وَضَادٍ مُعْجَمَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ مِثْلَهُ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: يَنْقَضُّ: يَسْقُطُ بِسُرْعَةٍ، وَيَنْقَاصُّ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ: يَنْشَقُّ طُولا، يُقَالُ انْقَاصَتْ سُنَّهٌ إِذَا انْشَقَّتْ. وَنِسْبَةُ الإِرَادَةِ إِلَى الْحَائِطِ تَجُوزُ. وَأَنْشَدَ:
(ضَحِكُوا وَالدَّهْرُ عَنْهُمْ سَاكِتٌ ... ثُمَّ أَبْكَاهُمْ دَمًا حِينَ نَطَقَ)
وَفِي قَوْلِهِ ﴿فَأَقَامَهُ﴾ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ دَفَعَهُ بِيَدِهِ فَقَامَ. وَالثَّانِي: هَدَمَهُ ثُمَّ قَعَدَ يَبْنِيهِ. وَالْقَوْلانِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
فَلَمَّا أَنْكَرَ عَلَيْهِ ﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بيني وبينك﴾ أي إنكارك هُوَ الْمُفَارِقُ بَيْنَنَا.

1 / 241