Ṭabaqāt al-mashāyikh biʾl-Maghrib li-Abī al-ʿAbbās al-Darjīnī
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genres
ومن هاهنا أخذ عمران قوله لقد زاد الحياة إلى بغضا قال المبرد كان عمران رأس العقد وخطيبهم وشاعرهم، قال وكان من حديثه أنه لما طرده الحجاج كان ينتقل في القبائل فكان إذا نزل في حي انتسب نسبا يقرب منه وفي ذلك يقول:
ثم خرج حتى نزل عند روح بن زنباع الخدامى وكان روح يقرى الأضياف وكان مسامرا لعبد الملك بن مروان أثيرا عنده، وانتمى له من الازد وفي غير هذا الحديث إن عبد الملك ذكره وقال ما أعطى أحد ما أعطي أبو زرعه أعطي فقه أهل الحجاز ودهاء أهل العراق، وطاعة أهل الشام قال وكان روح بن زنباع لا يسمع شعرا نادرا ولا حديثا غريبا عند عبد الملك، فيسأل عنه عمران إبن حطان إلا عرفه وزاد فيه، وذكر ذلك لعبد الملك بن مروان وقال أن لي جارا من الازد ما أسمع من أمير المؤمنين خبرا ولا شعرا إلا عرفه وزاد فيه، وقال: أخبرني ببغض أخباره فخبره وأنشده، فقال إن اللغة عدنانية وإني لأحسب ضيفك عمران بن حطان حتى تذاكر الليلة بيتين من الشعر، فلم يدر عبد الملك لمن هما فرجع روح فسأل عمران عنهما، فقال هما لعمران بن حطان فرجع روح إلى عبد الملك فأخبره فقال ضيفك عمران بن حطان اذهب فجئني به فرجع إليه فقال: أمير المؤمنين قد احب أن يراك، فقال عمران: قد أردت أن أسألك ذلك فاستحيت منك، فامض فإني بالأثر فرجع روح إلى عبد الملك فأخبره فقال عبد الملك: أما إنك سترجع فلا تجده فرجع وعمران قد ارتحل وخلف رقعة فيها:
ثم ارتحل حتى نزل بزفر بن الحارث الكلابي أحد بني عمرو بن كلاب فانتسب له أوزاعيا فكان عمران ممن يطيل الصلاة، وكان غلمان بني عمرو يضحكون منه فأتاه رجل يوما ممن رآه عند روح بن زنباع، فسلم عليه فدعاه زفر فقال: من هذا؟ قال رجل من الازد رأيته ضيفا لروح بن زنباع، فقال له زفر: ما هذا؟ أزديا مرة وأوزاعيا أخرى! أن كنت خائف أمناك وان كنت فقير جبرناك . فلما أمسى خلف في منزله رقعة - وهرب - فيها:
Page 25