Ṭabaqāt al-mashāyikh biʾl-Maghrib li-Abī al-ʿAbbās al-Darjīnī
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genres
خشية أبي بلال وخوفه من الله وقال خرج أبو بلال مع صاحب له فبينما هو يسير في الطريق إذ مر بحدادين فنظر إليهم، فغشي عليه ولم يزل به الرجل يرش على وجهه الماء حتى أفاق، ثم سار فبينما هما يسيران استقبلتهما امرأة جسيمة بهية عليها من الكسوة والهيئه ما الله به عالم، فلما نظر إليها غشي عليه، ولم يزل يرش على وجهه الماء حتى أفاق ثم سار حتى استقبلهما رجل على برذون في نزهة وهيئة عجيبة وخلفه غلمان، فلما نظر إليه غشي عليه، فلم يزل يرش على وجهه الماء حتى أفاق فقال يا أبا بلال رحمك الله ما هذا؟ قال: أما المرة الأولى فقد علمت أنك عاينت النار فحدثني عنك حين رأيت المرأة والرجل فقال: أما المرأة فإنى لما رأيت عظمها وحسنها وما هي فيه من الهيئة ذكرت تقلبها في النار فكان ما رأيت، وأما الرجل فإني كنت أراه كثيرا يشهد مجالس المسلمين فذكرت سوابق الشقاء. فنسأل الله العافية، وذكر أبو سفيان لما رفع أهل الشام المصاحف قال عروة -رحمه الله- :
-------------------------------------
(1) انظر تتمة المقطوعة في الكامل
(2) تهانف : ضحك وتبسم.
(3) في نسخه كان لي عزا
عمران بن حطان
ومنهم عمران بن حطان الشاري -رحمه الله- ورضي عنه هو النهاية في الورع والصلاح واطراح الدنيا كل الاطراح لما خصه الله عز وجل من فنون العلم والنزاهة والحلم وشهامة الجنان، وفصاحة اللسان، إن خطب أبلغ وأطنب أو أوجز، وإن نظم سحر بيانه وأعجز، فمن ذلك ما حكى المبرد قال لما قتل أبو بلال -رحمه الله- قال عمران بن حطان:
وقال يرثيه في أبيات قد تقدمت. وأولها ( يا عين أبكي لمرداس ومصرعه) وقالها أبو بلال قبل الخروج، وقد نسبت لغيره، قيل والصحيح إنها له، ذكرها ابن السيكت وغيره وهي قوله:
Page 24