============================================================
وقال له: مالك وللمتعرض لمريدي؟ فقال له الشيخ آبا عباد: يده لك وقلبه لنا وانصرف به معه، وما ناله ضرر وكان الشيخ عبدالله نفع الله به قد تطرقه في بعض خلواته حالة حتى يعلره نور عظيم، وقد يغيب شخصه في ذلك النور، وربا عظم جسمه حتى يملأ البيت، وقال مرة: طرقتني صفة لو كانت على غيري لطاش في رؤوس الجبال. ودخل مرة مدينة ظفار فأتاه الفقيه المعروف بابن عبد القدوس، وأحضر الشيخ طعاما وجرت بينهما مذاكرة، فطرقت الشيخ حالة حتى غاب عن حسه فلما عاد إليه حسه، سأله الفقيه عن ذلك وألح عليه، فقال له: حضرت بين يدي الله تعالى وعرضت علي الشفاعة فيمن آشاء، فشفعت فيمن كان من حاسك إلى ديار مصر حتى الملك الأعرج. وحاسك بالحاء والسين المهملتين موضع بالساحل من وراء ظفار إلى جهة عمان بينه وبين ظفار ثماتية آيام، وفيه تربة مشهورة يقصدها أهل ظفار وغيرهم للزيارة، والملك الأعرج المذكور، قبال بعضهم: لعله محمد بن قلاوون ملك مصر، لأنه لم يكن في ملوكها أعرج غيره، ووقعت مذاكرة في بعض الأيام بين جماعة من الصالحين بحضرة الشيخ أحمد بن الجعدة، فالتفت إلى الشيخ أبا عباد المذكور وقال: تحدث بما أبصرت يا بارق الحمى فإنك راو لا يظن بك الكذب فتكلم الشيخ عبدالله با أعجب الشيخ أحمد والجماعة رضي الله عنهم ونفع هم اعين ومن كراماته ما حكاه الإمام اليافعي قال: رأى بعض الناس نهرا يجري من قبة النبي إلى قبر الشيخ عبدالله المذكور، قال: وفسر ذلك بأنه مدد منه للشيخ قال: وذلك ظاهر من حاله، فإنه ما زالت زاويته عامرة بتلاوة القرآن والاذكار من زمانه إلى الآن، وقال الشيخ عبدالله في مرض موته لمن عنده: يا أولادي ارتفعت نفسي في الملكوت الأعلى فلم أر لأحد علينا فضلا إلا النبيين والمرسلين وأنشد: أنا الذي في الوقت سرى باطن وفي المعالي ظاهر لا يختفي 78
Page 178