============================================================
من الأكابر وانتفع بهم، وكان انتماؤه إلى ابن الجعد، وفتح الله عليه بفتوحات كثيرة حتى شهر وذكر، وقصده الناس من نواح شتى، وتبعه جمع كثير حتى آنه قصد مرة زيارة قبر النبي هود عليه السلام في نحو ألف وخمسمائة نفس، وقدم مرة على شيخه ابن الجعد في جماعة من أصحابه فقال لهم: مرحبا بكم يا أولادي، منذ خرجتم فالملائكة تحف بكم وكان للشيخ أبا عباد كلام حسن في التصوف، ومكاتبات مفيدة إلى أصحابه، وكرامات ظاهرة وأحوال باهرة، ومما يذكر عنه: إنه كان مرة يصلي الضحى، فكرر أول الفاتحة إلى قوله: { ملك يوم الدين} حتى كادت الشمس تتوسط، فسأله خادمه أبو مهرة عن ذلك فقال: ما زلت أكرر أول الفاتحة فلم يبلغ وصفي موصوفي وسأله بعض الناس مرة عن معنى قوله تعالى: { ما عندكم ينفد وما عند الله باق} فتكلم على معنى الآية من بعد العصر إلى الغروب، وكان نفع الله به متباعدا عن الدنيا كثير الذم لها، وكان يقول لنقيب الفقراء: ما كان من الصدقات للفقراء والرباط فاصرفه على ما سمي صاحب الصدقة، وما كان إلى جهي فانفقه في الحال لئلا يبقى لي ملك، وكان ينهى أصحايه عن الاحتباء وقت الآذان. قال بعض الصالحين: لأنها حال دعوة إلى أداء أمر الله تعالى، وحقها المبادرة إلى الامتثال وترك التمكن بالجلوس، وكان إذا أراد أن يؤدب بعض فقرائه لسوء أدب يصدر منه الزمه زيادة في أوراده، وكان نفع الله به يقول لأصحابه: من وقع منكم في ضيق فليتوسل إلى الله تعالى بي ويدعوني فإنى أحضركم أينما كنتم، وجرب ذلك بعضهم فوجده كما قال، وكان آبو مهرة نقيب الفقراء من مريدي الشيخ سعيد بن عيى أولا ثم صحب الشيخ أبا عباد واختص به، فاتفق آنه قصد مرة زيارة الشيخ سعيد، فلما وصل إليه تغير خاطر الشيخ عليه، فظهرت عليه حالة كاد ي ت لف منها وغاب حسه، وكان معه ابن عم له فاستغات بالشيخ آبا عباد فحضر الشيخ في الحال من بلده، وأقام النقيب من تلك الحالة فأشرف عليه الشيخ سعيد
Page 177