كلها وجباياتها من أعشارها [وجماجمها] (1) ومصالحها وضمان البحر بلوازم المراكب فإنه زاد وكثر وغلا وغزر وحضرته سنة ثمان وخمسين فكان ذلك فى يد أبى الفضل الشيرازى ستة آلف ألف درهم، (6) ومدينة واسط على جانبى دجلة ودجلة تشقها بنصفين والنصفان متقابلان (5) بينهما جسر سفن يعبر عليه من أراد من أحد الجانبين الآخر وفى كل جانب مسجد جامع وهى مدينة محدثة فى الإسلام استحدثها الحجاج ابن يوسف وبها حضر الحجاز (7) وهى مدينة تحيط بحدها الغربى البادية بعد مزارع يسيرة وهى خصبة كثيرة الشجر والنخل والزرع وأصح هواء من البصرة وليس لها بطائح ولها أرض واسعة ونواح فسيحة وعمارة متصلة وبها قوام مدينة السلم إذا أسنتت نواحيها أو عيهت، ونواحى واسط عمل مفرد من أعمال العراق لعامل جليل نبيه خطير وحضرتها وقد جرى ذكر عقدها على أبى الفضل (12) فى سنة ثمان وخمسين وكان ستة آلف ألف درهم، (7) ومدينة الكوفة قريبة الأوصاف من البصرة وهواؤها أصح وماؤها أعذب وهى على الفرات وبناؤها كبناء البصرة ومصرها سعد بن أبى وقاص وهى خطط لقبائل العرب إلا أنها خراج بخلاف البصرة لأن ضياع الكوفة قديمة أزلية وضياع البصرة أحياء موات فى الإسلام، والقادسية والحيرة والخورنق على سيف البادية مما يلى المغرب ويحيط بها مما يلى المشرق النخيل والأنهار والزروع وهى والكوفة فى أقل من مرحلتين، والحيرة مدينة قديمة أزلية طيبة التربة مفترشة البناء وقد خف أهلها بل لم يبق منهم إلا القليل بعمارة الكوفة وبينها وبين الكوفة نحو الفرسخ،
Page 239