257

Al-Sulūk li-maʿrifat duwal al-mulūk

السلوك لمعرفة دول الملوك

Editor

محمد عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

ماردين للْملك الْكَامِل وَضربت السِّكَّة بأحده هُنَاكَ. ثمَّ توالت الرُّسُل من خلاط وَكلهَا تطلب إِلَى الْكَامِل أَن يبْعَث الْأَشْرَف لنجدة الْبَلَد فَبعث الْكَامِل يطْلب عَسَاكِر حلب وحماة وحمص فَخرجت عَسَاكِر حلب إِلَى خلاط وَمَعَهَا الْأَشْرَف ثمَّ ورد الْخَبَر بِأَن الفرنج قد أغارت على بارين وَأَنَّهُمْ نهبوا مَا بهَا وأسروا وَسبوا. وفيهَا مَاتَ الْملك المسعود يُوسُف بن الْملك الْكَامِل بِمَكَّة عَن سِتّ وَعشْرين سنة مِنْهَا مُدَّة ملكه بِالْيمن أَربع عشرَة سنة وَهُوَ آخر مُلُوك بني أَيُّوب بِبِلَاد الْيمن وَترك المسعود ابْنا يُقَال لَهُ صَلَاح الدّين يُوسُف ولقب بِالْملكِ المسعود ولقب أَبِيه وَبَقِي يُوسُف هَذَا حَتَّى مَاتَ فِي سلطنة عَمه الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب صَاحب مصر. ثمَّ ولي ابْنه مُوسَى بن يُوسُف بن يُوسُف بن الْكَامِل مملكة مصر ولقب بالأشرف شركَة مَعَ الْمعز أيبك كَمَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَاشْتَدَّ حزن الْملك الْكَامِل على وَلَده يُوسُف وتسلم مماليكه وخزائنه وَأَوْلَاده وَلبس لشدَّة حزنه الْبيَاض وَكَانَ المسعود قد اسْتخْلف على الْيمن نور الدّين عَليّ بن رَسُول التركماني فتغلب عَلَيْهَا وَبعث إِلَى الْملك الْكَامِل عدَّة هَدَايَا وَقَالَ: أَنا نَائِب السُّلْطَان على الْبِلَاد فاستمر ملك الْيمن فِي عقبه بعد ذَلِك.

1 / 358