131

Al-Sulūk li-maʿrifat duwal al-mulūk

السلوك لمعرفة دول الملوك

Editor

محمد عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Publisher Location

لبنان/ بيروت

داريا وَنزل على العوج وسير الْأَمِير فَخر الدّين جهاركس الأستادار وَهُوَ يَوْمئِذٍ أجل الصلاحية إِلَى الْعَادِل فقرر الصُّلْح على شُرُوط وَعَاد إِلَى الْعَزِيز فَرَحل وَنزل مرج الصفر فَحدث لَهُ مرض شَدِيد وأرجف بِمَوْتِهِ ثمَّ أبل مِنْهُ. وَأمر بِعَمَل نُسْخَة الْيمن وهى جَامِعَة لمقترحات جَمِيع الْمُلُوك وحسم مواد الْخلاف وَأَن الْملك الأمجد بهْرَام شاه بن عز الدّين فرخشاه وَالْملك الْمُجَاهِد شيركوه يكونَانِ مؤازرين للْملك الْأَفْضَل وتابعين لَهُ وَأَن الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة يكون فِي حيّز الْملك الظَّاهِر صَاحب حلب ومؤزرا لَهُ. وَبعث كل من الْمُلُوك أَمِيرا من أمرائه ليحضر الْحلف فَاجْتمعُوا يَوْم السبت ثَانِي عشر شهر رَجَب وَجَرت أُمُور آلت إِلَى الْحلف على دخن. وَتزَوج الْعَزِيز بابنة عَمه الْعَادِل وَقبل العقد عَنهُ القَاضِي المرتضى مُحَمَّد بن القَاضِي الجليس عبد الْعَزِيز السَّعْدِيّ. ووكل الْعَادِل القَاضِي محيي الدّين مُحَمَّد بن شرف الدّين بن عصرون فِي تَزْوِيج ابْنَته من ابْن عَمها الْملك الْعَزِيز وَعقد بَينهمَا قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين. وَكتب الْعِمَاد الْكَاتِب الْكتاب فِي ثوب أطلس وَقُرِئَ بَين يَدي الْملك الظَّاهِر وَعقد العقد عِنْده. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة أول شعْبَان: خرج الْملك الظَّاهِر غَازِي صَاحب حلب لوداع أَخِيه فَركب الْعَزِيز إِلَى لِقَائِه وأنزله مَعَه وأكلا ثمَّ تفَرقا بعد مَا أهْدى كل مِنْهُمَا لِأَخِيهِ هَدِيَّة سنية. ثمَّ خرج الْعَادِل لوداع الْعَزِيز فِي خواصه ثمَّ خرج الْأَفْضَل فودعه أَيْضا وَهُوَ آخر من ودعه. ورحل الْعَزِيز من مرج الصفر فِي ثَالِث شعْبَان يُرِيد مصر فَلَمَّا كَانَ ثَالِث عشره عمل الْأَفْضَل دَعْوَة عَظِيمَة لِعَمِّهِ وَبَقِيَّة الْمُلُوك ووادعهم ثمَّ رحلوا من الْغَد إِلَى بِلَادهمْ إِلَّا الْعَادِل فَإِنَّهُ أَقَامَ إِلَى تَاسِع شهر رَمَضَان ثمَّ رَحل إِلَى بِلَاده بالشرق. وَقدم الْعَزِيز إِلَى الْقَاهِرَة فِي يَوْم وَأما الْأَفْضَل فَإِنَّهُ هم بمكاتبة الْعَزِيز بِمَا يُؤَكد أَسبَاب الصُّلْح فأماله عَن ذَلِك خواصه وأغروه بأَخيه ورموا جمَاعَة من أمرائه بِأَنَّهُم يكاتبون الْعَزِيز فاستوحش مِنْهُم وفطنوا بذلك فَتَفَرَّقُوا عَنهُ. وَسَار الْأَمِير عز الدّين أُسَامَة صَاحب كَوْكَب وعجلون عَن الْأَفْضَل وَلحق بالعزيز فَأكْرمه غَايَة الْإِكْرَام وَأخذ يحرضه على الْفضل ويحثه على الْمسير إِلَى دمشق وانتزاعها مِنْهُ وَيَقُول لَهُ: إِن الْأَفْضَل قد غلب على اخْتِيَاره وَحكم عَلَيْهِ وزيره الضياء ابْن الْأَثِير الْجَزرِي وَقد افسد أَحْوَال دولته بِرَأْيهِ الْفَاسِد وَيحمل أَخَاك على مقاطعتك وَيحسن لَهُ نقض الْيمن فَإِن

1 / 232