210

al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Investigator

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Edition Number

الثانية

هَذَا الإِمَام إِنَّمَا مَاتَ وَدفن عَن قريب وَله إِلَى وَقت وضعي لهَذَا الْكتاب آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسبعمئة مئتا سنة وَسبع سِنِين فَلَا يكَاد أحد يَأْتِي تربته تَخْلُو عَن الزائر وَقل مَا قَصدهَا ذُو حَاجَة إِلَّا قضى الله حَاجته وَلَقَد أَخْبرنِي جمع لَا يُمكن تواطؤهم على الْكَذِب بأخبار يطول شرحها فِي ذَلِك وَقد عرض لي مَعَ ذكر هَذَا الرجل نبذة من ذكر شَيْخه الطَّبَرِيّ والبندنيجي فَأَما الْبَنْدَنِيجِيّ فَإِنَّهُ لما قدم بمصنفات الشَّيْخ أبي إِسْحَاق صُورَة وَمعنى عكف النَّاس عَلَيْهِ وأخذوها عَنهُ وَمد ذَلِك إِلَى عصرنا لم يكد أحد يتفقه من غَيرهَا إِلَّا بعد التفقه مِنْهَا ويروي فُقَهَاء الْيمن لَهَا فَضَائِل يطول تعدادها مِنْهَا مَا أخبرنيه الْفَقِيه أَبُو بكر بن الْفَقِيه أَحْمد بن الرَّسُول الأبيني الْآتِي ذكره أخبرنَا الْفَقِيه أَحْمد بن عمرَان أَنه كَانَ لَا يرى الْمُهَذّب طائلا وَيَقُول فقهه ظَاهر فَلَمَّا كَانَ ذَات لَيْلَة رأى فِي الْمَنَام رجلا فاتحا كتابا وَهُوَ يُشِير إِلَيْهِ أَن ينظر فِي الْكتاب قَالَ فَنَظَرت فَإِذا فِيهِ روى الْخَلِيل بن أَحْمد عَن عبد الْأَعْلَى بِسَنَدِهِ على النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ من صلى عَليّ سبعين مرّة وَسَأَلَ الله بالمهذب ومؤلفه قضى الله لَهُ اثْنَتَيْنِ وَسبعين حَاجَة أدناه الْمَغْفِرَة وَمن أَمْثَال هَذِه الرِّوَايَة كثير وَقد دخل الْيمن عدَّة مصنفات موجزة ومبسوطة لم يكد يحصل لَهَا من الْقبُول طائل وَلَا انْتفع بهَا النَّاس كَمَا انتفعوا بمصنفات الإِمَام أبي إِسْحَاق حَتَّى قَالَ لي بعض الْفُقَهَاء الْمُحَقِّقين من فُقَهَاء الْعَجم وَقد أَقَامَ فِي الْيمن مُدَّة وَوجد نقل أَهله وفتواهم ومناظراتهم إِنَّمَا هُوَ عَن كتب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَمَتى نقل ناقل عَن غَيرهَا قل أَن يستجاد نَقله أَو يستكمل عقله ثمَّ شاركها فِي ذَلِك كتب الْغَزالِيّ مَعَ تَخْصِيص ثمَّ ولي كتب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق فِي الْعُمُوم وَالتَّحْقِيق الْكتاب الْمُبَارك الْمُسَمّى بِالْبَيَانِ

1 / 268