13

Student of Knowledge Between the Trust of Endurance and the Responsibility of Performance

طالب العلم بين أمانة التحمل ومسؤولية الأداء

Publisher

غراس

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Publisher Location

الكويت

Genres

٣- دفع الشبهات التي تصد عن طلب الحق. ٤- القيام بحق هذا العلم تعلّمًا وعملًا وتعليمًا. ولابد له من ذكاء يعينه على تحصيل العلم والجد في طلبه وعندما سأل معاوية بن أبي سفيان ﵄ دغفل بن حنظلة فقال: "يا دغفل من أين حفظت هذا؟ " قال: "حفظت هذا بقلب عقول ولسان سؤول"١. فلابد من عقل يحسن معه صاحبه أخذ العلم بأحسن طريق وأيسره ليعينه ذلك على فهم النصوص ومعرفة المسائل حين استيعابها، ويؤكد حاجة العبد إلى الذكاء والزكاء أن الإنسان بطبعه له قوتان: أولًا: قوة الإدراك والنظر وما يتبعها من العلم والمعرفة وهذه هي القوة العلمية النظرية التي أسميناها هنا الذكاء. ثانيًا: قوة الإرادة والحب وما يتبعه من النية والعزم والعمل وهذه هي القوة العملية التطبيقية. ولذلك كان مدار الإيمان على أصلين هما: الأصل الأول: تصديق الخبر والذي يكون في القوة العلمية النظرية. الأصل الثاني: طاعة الأمر والذي يكون في القوة الإرادية العملية. ويتبعهما أمران آخران: الأمر الأول: دفع شبهات الباطل التي تمنع من كمال التصديق. الأمر الثاني: دفع شهوات الغي المانعة من كمال الامتثال. لأن الشبهة تؤثر فسادًا في القوة العلمية النظرية ما لم يداوها الإنسان بدفعها، ودفعها إنما يكون بالعلم الصحيح. والشهوة تؤثر فسادًا في القوة الإرادية العملية ما لم يداوها الإنسان بتزكية النفس. ولذلك قال الله في حق نبيه ﷺ: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم ٢] . فقوله: ﴿مَا ضَلَّ﴾ دليل على كمال علمه ومعرفته وأنه على الحق المبين. وقوله: ﴿وَمَا غَوَى﴾ دليل على كمال رشده وأنه أبر العالمين.

١ جامع بيان العلم وفضله ١/٣٧٨ برقم ٥٣١.

1 / 16