127

Ṣiyānat Ṣaḥīḥ Muslim min al-ikhlāl waʾl-ghalaṭ wa-ḥimāyatih min al-isqāṭ waʾl-saqṭ

صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط

Editor

موفق عبدالله عبدالقادر

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٠٨

Publisher Location

بيروت

عَن بعض الْعَرَب وَهُوَ غَرِيب وَالله أعلم عَن بعض الْعَرَب وَهُوَ غَرِيب وَالله أعلم
قَوْله حَتَّى مَلأ الْقَوْم أزودتهم هَكَذَا الرِّوَايَة فِيهِ
والأزودة جمع زَاد وَهِي لَا تملأ إِنَّمَا تملأ بهَا أوعيتها ووجهة عِنْدِي أَن يكون المُرَاد مَلأ الْقَوْم أوعية أوزدتهم فَحذف الْمُضَاف وأقيم الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿واسأل الْقرْيَة﴾ أَي أهل الْقرْيَة
وبلغنا عَن ابْن جني أَن فِي الْقُرْآن الْعَظِيم زهاء ألف مَوضِع فِيهِ حذف الْمُضَاف وَإِقَامَة الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه
أَو يكون ذَلِك من قبيل المقلوب الَّذِي من أمثلته قَول الشَّاعِر ... كَانَت فَرِيضَة مَا تَقول ... كَمَا كَانَ الزناء فَرِيضَة الرَّجْم ...
وَلَيْسَ هَذَا مَخْصُوصًا بضرورة الشّعْر كَمَا زعم ابْن قُتَيْبَة بل من عادات الْعَرَب قلبهم الْكَلَام عِنْد اتضاح الْمَعْنى توسعا فِي فنون المخاطبات وَمِمَّا ذكرُوا من أَمْثِلَة قَوْله تَعَالَى ﴿وَقد بَلغنِي الْكبر﴾ أَي بلغت الْكبر فَاعْلَم ذَلِك فَإِنَّهُ حرف

1 / 180