127

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

وخرج قاسم بن إبراهيم ومعه حريم عمارة وخدمه مخرجا غير ساير والناس يصيحون عليهم من قنن الجبال وكان ذلك في النصف الآخر من شهر رمضان سنة ست وأربعين وستمائة.

قصة وقعة حضور

وهي من الفتوحات العظيمة، والسبب في ذلك أن سلطان اليمن لما حط في الرحام كي تنفك المحطة على الموقر زعم أنه يأخذ حصن الشيخ سيف الدين منصور بن محمد المسمى بالنواس قهرا بالسيف وقد كان صور له ذلك فأرده الله بكيده فأعمل الحيلة، فلما كان في بعض الأيام جهز عساكره وقواهم بالسلاح والعدة القوية وأمر بخراب قرية حضور وأمر بكمين في شق القرية لمن يأتي من المواد من جهة أمير المؤمنين، وتقدم إلى رأس نقيل كشر بمن معه، فلما بلغ العسكر أخربوا في القرية شيئا قليلا، ثم قدم الإمام الكتائب كتيبة بعد كتيبة يقدم في كل واحدة رجلا من كبار الشرف وأهل البأس والنجدة، فتلازم الناس للقتال إلى قرب من نصف النهار ولحق أعداء الله الفتور والملل ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وحقت الهزيمة فلم تمض ساعة من النهار حتى فرق الله جمعهم وصاروا بين قتيل مضرج بدمه أو شرير مسلوب، فلقد أخبرني من رأى بعض العجايز تقود الخيل وغنم المسلمون من الغنائم الجليلة من الخيل والبغال والسيوف المحلية والملابس المطرزة والدروع والبيض وغير ذلك، واحترز من رؤوس الغز عدة فجعلت على جدرات سور ثلاء المحروس، وقسم أمير المؤمنين الغنيمة بين المسلمين على ما أمر الله، وأخذ لنفسه صفيا حصانا ذهبي اللون من عتاق الخيل، وكانت القتلة قريبا من المائة فيما قيل. والله أعلم.

ووقع في أعداء الله بعد ذلك من الرعب والذلة ما لا يتصور، وكانت الوقعه يوم الأحد لليال خلون من شهر جمادى الأخرى سنة ست وأربعين وستمائة.

ومما قيل فيها من الأشعار قصيدة الشريف الأجل القاسم بن علي القاسمي قوله:

Page 132