إن كنت فيما قلته كاذبا وكان هذا القاضي إبراهيم نفع الله تعالى به من علماء الكلام المبرزين فيه المحلقين، وفي أصول الفقه، والفقه، والعبادة، وتلاوة الكتاب العزيز، كان من مقارئة القرآن الكريم، وله من الخوف والزهد والحجى ما لايمكن شرحه.
كان حي الإمام الناصرعليه السلاميوده ودا شافيا، وينشر من فضله، ويتفقد أحواله، ويعاتبه إذا أطال الغيبة عنه.
عند صوفية الشافعية وفقهائهم (بأن)(1) الزيدية قساة القلب، وأن الكرامات والأسرار لا يجربونها البته، لقلة يقينهم وشدة قلوبهم.
وأجد مختصري هذا (المبارك)(2) مفخرا لنا أيها العصابة الزيدية، والفرقة الناجية، عليهم وعلى منكري فضل آل محمد وشيعتهم، فالحمد لله على التوفيق لهذا ، والانتصار لآل محمد وشيعتهم، والجهاد باليد واللسان والسيف والسنان، والإعتقاد في الجنان-إن شاء الله تعالي- سمعت أبي المهدي بن قاسم (رحمه الله تعالى)(3) يقول: كرامات أهل البيت أبلغ وأكثر من غيرهم، ثم قال: إن سيدا فاضلا يقال له: فلان-غاب عني اسمه-من (جبال)(4) خولان من بني الهاديعليهم السلامسار في قفر ومعه جماعة من إخوانه، فاعترض لهم الأسد في طريقهم باسطا ذراعيه في ممرهم، فلما رآه أصحابه ولوا فارين والسيد-نفع الله به-ما ارتاع، فقال له: إذهب عنا لا تروعنا (أيها الأسد عن طريقنا)(5)، فبصبص وحرك ذنبه ورأسه، وحن إلى وجه السيد(6) فقال السيد: إن لهذا الأسد شأنا فقام الأسد وسار وسار السيد يريد الاجتياز فبصبص الأسد وحن إلى وجه السيد وتمرغ بين يديه.
فقال لأصحابه بعد أن أنسوا بسلامة السيد من الأسد، وقال لهم:لابد لي أن أسير مع هذا الأسد فماله إلا شأن.
Page 330