وأروي قريبا من هذه الرواية ما رواه لي حي إبراهيم بن أحمد الكينعي (رحمه الله تعالى)(1). عن القاضي الفاضل محمد بن إبراهيم (الأحاديث) (2)ووجدتها معلقة معه.
وكان (رحمه الله تعالى)(3) يحب إظهاره؛ لأنه كان كلما كان يقرب إلى الله تعالى أحب إظهاره، ما لفظه:
أقول، وأنا العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن إبراهيم بن أبي الفتوح الزيدي: كنت واقفا أنا ووالدي إبراهيم، ووالدتي، وامرأة لأبي أيضا في صرح دار نحن فيها ساكنون ببيت حاضر من أعمال صنعاء، وفوق الصرح مخزان مغلق وفوقه سقف آخر، والشمس حامية، ولا سحاب في السماء نراه، إذ نبع علينا ماء من وسط الخشبة لا من حولها بل من نفسها حتى سال من الخلوة إلى الحجرة، ومن الحجرة إلى الدرج، فارتعنا وحارت أفكارنا، فهمت والدتي أن تصيح في الناس، فقال والديرحمه الله: اسكتوا ما أحد داري بهذا غيري.
فقلنا: أخبرنا، ولا زمناه فما أجابنا مدة مديدة نحوا من خمس أو ست سنين، حتى أتيت من شبام من القراءة على حي الفقيه الإمام أحمد (بن) (4) مرغم، فلقيني والدي إلى قريب من صنعاء فوقفت معه تحت حجرة في بلاد سنحان، فسألته بالله تعالى ليخبرني عن ماء الخشبة، فقال: يا ولدي، إني ختمت القرآن في تلك الليلة، وسألت الله تعالى إن كان راضيا علي وراضيا بفعلي واعتقاداتي أن يريني آية باهرة، أزداد بها يقينا، وتكون لي بشارة، فخرج الماء من الخشبة، وأنا أشهدلكم بهذه الشهادة عن أبي وعن مشاهدة الماء يخرج من نفس الخشبة.
قال: فقلت له: (يا أبه)(5)، كيف اعتقاداتك (أعتقد بها)(6) ؟.
فقال: ياو لدي، كما قيل:
سطرين قدخطا بلاكاتب
وحب أهل البيت في جانب
فلعنة الله على الكاذب ... لو شق صدرى للقي وسطه
العدل والتوحيد في جانب
Page 329