تقدم السيد الإمام داود بن يحيى (بن الحسين) (1)(2)، صلى عليه، وهو الذي أوصى حي الإمام المهدي علي بن محمد(3) يتولى الصلاة عليه، فكان هذا من تمام لطف الله وتوفيقه ، ولما نجزت الصلاة عليه ظهر لنا كسوف الشمس في تلك الساعه، فتكلم الناس أن هذا الكسوف لأجل موت إبراهيم الكينعي رحمه الله تعالى، وأكثر الناس من هذا وازدحم الناس عليه يتبركون بجنازته، والسعيد من لمسها، وصلى الناس صلاة الكسوف، وفرغنا وللناس ضجيج وبكاء وأنين قد ظهر وعلا، وكنت الخطيب على قبره رحمه الله تعالى، فحمدت الله، وذكرت للناس طرفا من فضله، وعبادته، وزهده، وورعه، وتركه للدنيا، وعزيت المسلمين، وسألت الله ببركاته أن يعصمنا بالصبر، ويجعل معرفتنا له معرفة مباركة علينا، وهنيت أهل صعدة بقبرانه معهم، وسكونه في تربتهم.
مكان قبره
وأما مكان قبره فهو في البقعة المباركة رأس الميدان غربي مدينة صعدة، قد عمر عليه هذا صبيح مشهدا، وهو: مشهور، مزور، (مقصود)(4)، ووقف هذا صبيح بعده أياما، وتوفي ودفن بمشهد الفقيه رحمة الله عليهما، وأعاد من بركاتهما .
ثم إني أنشأت أبياتا رسمت في حجرضريحه وهي:
العابد الصدر نور الشام واليمن
(فيها) (5)وكان بدار الخلد ذا شجن
قد كان والقرن المشهور في قرن
وفي علوم هدى تعزى إلى الحسن
زالت عن القلب منه لوعة الحزن ... يازائر القبر فيه بهجة الزمن
هذا الذي صحب الدنيا بلا شجن هذا نضير أو يس في عبادته
Page 305