أعلم وفقك الله: أنه لما وصل من جوار البيت العتيق وقف فيه ثلاث سنين، ووصل إلى حلي، وابتداه المرض فيه، ورفيقه وزميله العبد الصالح، التقي، العابد، صبيح مولى آل زيدان، وصل إلى ناحية جازان، شكا أهل الجهات تلك الجدب والعطش فدعا لهم ولساير أهل البلدان فحصل ببركة ذلك المطر العظيم الذي عم البلدان كلها، يوم الأربعاء في شهر ربيع الأول، هكذا رواه صبيح رحمه الله تعالى.
فلما وصل قريبا من صعدة قال لصبيح: (إني)(1) رأيت لعشرة من أخواني الجنة وأمرت أن أبشرهم.
فقال له صبيح: من هم؟ فقال: السيد محمد بن حسن بن باقي، والسيد قاسم بن أحمد القاسمي، والقاضي محمد بن حمزة، والفقيه أحمد بن يحيى الشرفي، والفقيه محمد بن صالح، والفقيه أحمد بن موسى (بن دارين)(2)، والفقيه علي بن جعفر الروام، وأخوه سليمان بن جعفر، والفقيه داود بن سليمان الزعبري، وأنت ياصبيح بن عبد الله.
وما ذكره سيدي من كلامه في مرضه ووقت وفاته فإنه لم يحضرني شيئ منه مع أنه بلغ به الضعف غاياته والسقم نهاياته، حتى يخيل لنا أن (ما بقي)(3) عليه شيئ من اللحم أبدا.
ولما توفي (رحمه الله)(4) خرج أهل صعدة كافة السادة، والعلماء، والفضلاء(5) والأمراء، وأهل المدينة عن بكرة أبيهم إلا الشاذ.
تاريخ وفاته
وكان ذلك اليوم بكرة نهار الأربعاء ثامن وعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة.
وفي يوم موته أكسفت الشمس.
Page 304