Shicr Wa Fikr
شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة
Genres
فلنحاول أن نفسر ظاهرة الحضور من وجهة نظر الشعر والأسطورة والطقوس تفسيرا جديدا.
ترددت شكوى الإنسان الدائمة - كما رأينا - من زوال وجوده وتناهيه وانقضائه، وليس من المحتمل أن تتوقف هذه الشكوى، وما ينبغي لها كذلك أن تتوقف. فليس من قبيل الصدفة أن يقول المتنبي:
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
وعناهم من أمره ما عنانا
ولم يكن من قبيل الصدفة كذلك أن تتردد شكوى الزمان على ألسنة الحساسين من الأدباء والمنشدين في الحضارات القديمة. غير أن شكوى الإنسان كانت تقابلها على الدوام معرفته بما لا يزول أو ينقضي، وإحساسه بالأبدي غير الزمني، وشعوره بسكينة مقدسة، أشبه بصخرة تتدافع حولها أمواج الزمن الصاخب وتتحطم عليها.
وقصيدة ليوباردي (1798-1837م)
28
التي جعل عنوانها «اللامحدود» تعبر عن هذه المواجهة بين الأبدي والزماني: «غاليا على نفسي كان على الدوام هذا التل الموحش
وهذا السياج الذي يسد منافذ الرؤية
من كل جانب من جوانب الأفق البعيد
Unknown page