179

Shawāhid al-tawḍīḥ waʾl-taṣḥīḥ li-mushkilāt al-Jāmiʿ al-Ṣaḥīḥ

شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

Editor

الدكتور طَه مُحسِن

Publisher

مكتبة ابن تيمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٥ هـ

وفي الحديث المذكور أيضًا اكتفاء "سمع" بالمفعول الأول مقدرًا، مع أنه اسم مالًا يدرك بالسمع. والأصل خلاف ذلك.
وحسن الحذفَ دلالة "حين تكلم" على المحذوف، كما حسنه في قوله تعالى ﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ﴾ (٨٥٤) دلالة ﴿إِذْ تَدْعُونَ﴾ على المحذوف. فلنا أن نجعل التقدير: هل يسمعون دعاءكم فحذف المضاف، وهو من مدركات السمع، واُقيم المضاف إليه مقامه، ولنا إن نجعل التقدير: هل يسمعونكم داعين. واستغني عن "داعي" لقيام "إذ تدعون" مقامه.
وكذا الحديث، لنا إن نقدر: سمعت أذناي كلامَ النبي ﷺ. ولنا أن نقدر: سمعت آذناي النبي متكلمًا.

(٨٥٤) الشعراء ٢٦/ ٧٢ (قال هل يسمعونكم إذ تدعون).

1 / 182