Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Genres
وذل في الآخرة والأولى. وقوله عليه السلام: «عنه» متعلق «بتجبر» [1] والمعنى:
ثبتت [2] الذلة لمن ادعى التجبر متجاوزا عن اتباع الله وعن الاعتقاد بأن السلطان لله وحده. ولو كان ذلك لأحد، فانما هو أيضا من نعم الله جل مجده ليميز الخبيث من الطيب [3] ولو أعجبك كثرته. وفي بعض النسخ «غيره» بدل «عنه» فيكون «غير» للاستثناء ومعناه واضح.
وبالجملة، فذلة الدنيا والآخرة ثابتة لمن تجبر عنه وعن رضاه: أما ذلة الدنيا فانه وإن رأى نفوذ مشيته في بعض أموره، واتباع الخلق إياه في غروره، ويسمع خفق [4] النعال خلفه، وكثرة الرجال عن يمينه ويساره، فانه قد يعجز عن دفاع أدنى بلية يصل إليه، وقضية نمرود مما لا تخفى على أحد، وسينصرف الخلق عنه في أقل زمان كما يرى من تغير الدولات في الأزمان؛ وأما في الآخرة، فسيكشف الغطاء فيرى أنه ليس له من نفسه سوى الفقر والمسكنة والعدم وفقدان النعمة وأن الكل من نعم الله حيث استدرجه بها [5] . ويرى أيضا براءة التابعين من المتبوعين [6] حيث حكم الله لهم كلهم بالنار وعذابها.
ومن البين انه كيف يجوز للمخلوق الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، ان
Page 92