[مقدمة الشارح]
بسم الله الرحمن الرحيم [1] سبحانك وحنانيك [2] يا سبوح يا قدوس [3] ! وفقنا اللهم @QUR@09 كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا [4] وأرنا اللهم حقائق الأشياء كما هي [5] ، حتى يحمدك كلنا بجملة محامدك كلها، على جميع نعمك بكليتها [6] ؛ واقشع [7]
Page 16
اللهم سحائب ظلمات [1] الجهل عن بصائرنا، كيلا نجهلك في شيء من الأشياء؛ وأذقنا اللهم طعم عفوك وغفرانك لنا لنتقلب [2] في رضوانك وجنانك العلى كيف نشاء- انت الذي «تعرفت إلى كل شيء فما جهلك شيء [3] » وإن من شيء إلا يسبح بحمدك [4] واختلفت في الآثار والأطوار فما يعزب عنك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك [5] - وانطق ألسنتنا بحمدك وشكرك واشرح صدورنا للإسلام لك ولرسلك [6] .
الحمد لله الذي تجلى لعباده من غير أن يرى، وأراهم نفسه من غير أن يتجلى [7] حتى قال من لا تحد الألسن كماله: «ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله» [8] والحمد [9] لله الظاهر من رأس إبرة لمن يشاء، والمستتر في السماوات والأرض عمن
Page 17
يشاء، حتى يعتقد هذا بأن لا هو ويشهد ذلك بأن لا غيره؛ فسبحان الذي لا هو الا هو، و @QUR@05 كل شيء هالك إلا وجهه ؛ [1] والحمد لله الدال على سر وحدته كل شيء.
ففي كل شيء له آية «2»
تدل على انه واحد «3»
والهادي إلى نور عظمته كل ضوء وفيء، فمن جوامع الكلم [4] وأجمعها [5] :
@QUR@04 وأشرقت الأرض بنور ربها [6] @QUR@011 ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا [7] ، فتبارك الله الذي كل ما فرضته ثانيا فهو هو، ولا شيء يعادله ويماثله.
وصل اللهم على سابق الأنوار لديك، وقائد الأبرار أليك، المخلوق من نوره اللوح والقلم الأعلى، ومن أجله العرش والكرسي والسماوات العلى، محمد المبعوث على [8] الإنس والجان [9] ، المنعوت في جميع الكتب بكل لسان،
Page 18
صاحب لواء الحمد [1] والمقام المحمود [2] والمختص بشفاعة كافة [3] الأمم والحوض المورود.
وعلى شقيق [4] نوره، وحقيق اموره، صنوه [5] الذي هو [6] كشخصه، وصهره الذي هو من نفسه كنفسه [7] ؛ واولادهما اللذين هم تفاصيل شهودهما وتقاسيم وجودهما.
ثم على جميع المرسلين والأولياء ، والنبيين والأصفياء، والصديقين والشهداء.
ثم على الممتحنين من شيعة هؤلاء، ما دامت الأرض والسماء، وفاضت الأنوار من الحجب [8] [العليا].
Page 19
وبعد، فهذا علق [1] مضنون [2] الا عن عباد الله المخلصين، وعلم مكنون لا يحتمله الا صدور الممتحنين [3] ، وباب مغلق لا ينفتح الا للملحاح، وطريق مظلم لا يسلك الا بمشكاة فيها مصباح [4] - «جل جناب الحق عن أن يكون شريعة [5] لكل وارد، أو يطلع عليه إلا [6] واحد بعد واحد»- هذا أصول أصول الدين، وفروع شجرة عين اليقين، لا يؤمن بتلك كل كفور، @QUR@04 وقليل من عبادي الشكور [7] ولا يقتطف جنا هذه كل سائر؛ وشاهق [8] المعرفة أشمخ من أن يطير إليه كل طائر؛ بل هو نور يستضيء به السالك إلى الله بقدم العرفان، وبصيرة لمن أعطاه الله عين العيان، وقائد صدق ينتهي إلى رضوان الله الأكبر، ورائد حق يشير إلى خير مستقر- ولعمر الحبيب- انه سر الأولياء، والعلم المختص بشيعة آل العباء، [9] أسداه [10] الملتجئ إلى عتبة باب العلم،
Page 20