Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Genres
بيان «ما» الموصولة محذوف للعلم به: أي بما جعل فيهم من الاستطاعة وإرادة [1] الفعل.
قد [2] ثبت في الحكمة المتعالية ان المبادئ العالية كلها غاية فعلها هي عين فعلها، بمعنى ان القصد الأول في أفعالها هو تلك الأفعال لأنهم لا يفعلون إلا الخير، وليس فعل الخير إلا لأنه خير؛ إذ لو كانت لغرض غيرها- ومن الواجب ان الغاية متأخرة الوجود عن ذى الغاية إذ هي المترتبة على وجوده، وكل ما هو متأخر الوجود عن الشيء فهو أخس منه- فيلزم [3] أن يكون الشريف موجودا لأجل الخسيس وهذا شنيع، بل عند التحقيق الأتم هو ان غاية فعل هذه المبادئ هي عين ذاتها كما قال الشيخ الرئيس في التعليقات [4] : ولو ان إنسانا عرف الكمال الذي هو واجب الوجود بالذات، ثم كان ينظم الأمور التي بعده على مثاله حتى كانت الأمور على غاية النظام، لكان غرضه بالحقيقة واجب الوجود بذاته الذي هو الكمال؛ فإن كان واجب الوجود بذاته هو الفاعل فهو أيضا الغاية والغرض- انتهى. وبيان ذلك في الشاهد على الإجمال، ان الجائع مثلا إذا أكل ليشبع [5] فهو من حيث انه شبعان تخيلا، هو الذي يأكل ليصير شبعان وجودا، فالشبعان تخيلا هو العلة الفاعلية، والشبعان وجودا هو الغاية المترتبة على الفعل، فالأكل صادر من الشبع ومصدر للشبع باعتبارين؛ فافهم.
وبالجملة، فعلى الأول وهو ان الغاية نفس الأفعال، فمعنى كونه تعالى خلق
Page 82