Sharḥ Tawḥīd al-Ṣadūq
شرح توحيد الصدوق
Genres
نفسه وبارئه، والذي فيه ثلاثية هو النفس، والذي فيه أربعية وهو الطبيعة. والباري تعالى عالم بجميع المعلومات على طريق الإحاطة بالأسباب التي هي الأعداد؛
وكذا هو سبحانه لا يخلو من الأشياء [1] بالمعنى الذي قلنا، لأنه لم تغب عنه أي عن نوره- خفيات غيوب الهواء. وإضافة «الخفيات» إلى «الغيوب» للمبالغة أي التي في غاية الخفاء في فضاء العالم وهو البعد الذي كان يقبل صورة العالم بأسرها- مفارقاتها ومادياتها- وفيه «نفس الرحمن» ومنه يهب هذه الريح التي هي تموج [2] ذلك الهواء المحسوس، لقوله صلى الله عليه وآله: «لا تذموا الريح فانه من نفس الرحمن»؛ ولم تغب عنه تعالى الغوامض المكنونة في ظلم الدجى وهي ظلمة المواد القابلة للصور؛ إذ المادة كل شيء بالقوة، فكل شيء فهو في المادة بأغمض وجه. ولا يعلم ذلك الا الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة؛ ولم تغب عنه جل وعلا كل ما في السماوات العلي والأرضين السفلى إذ هو بكل شيء محيط. والى هذه العلة أشار عليه السلام بقوله:
[وجه انه لكل شيء «أمر» رباني يحفظه]
لكل شيء منها حافظ رقيب، وكل شيء منها بشيء محيط، والمحيط بما احاط منها الله الواحد الأحد الصمد
في بعض النسخ «ورقيب» بالواو ولا يلزم منه تغاير «الحافظ» و«الرقيب». وقوله:
«والمحيط» مبتدأ و«الله» خبره أي المحيط بالمحيط منها بكلها، هو الله تعالى.
واعلم [3] ، ان لكل شيء في عالم الملك، ملكوتا يخصه ويدبر امره ولذلك
Page 198