137

Sharḥ Tawḥīd al-Ṣadūq

شرح توحيد الصدوق

والثالث، إدراك المسموعات.

و«المجسة»: موضع الجس وهو المس باليد. و«المس»، عبارة عن اتصال المجسة أي الشيء الذي فيه القوة اللامسة إلى الملموس سواء كان مساسا حسيا أو معنويا، والله سبحانه لا يتصل بشيء ولا ينتهي إلى حد فإدراكه الملموسات هو أنه لا يغيب عنها [1] شيء ولا يفوته شيء وأنه وهب تلك القوة لأربابها؛ وكذا هو سميع، بمعنى أنه لا يخفي عليه الأصوات ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء وأنه وهب السمع للسامعين؛ وبصير، بمعنى أنه يرى ما في السماوات العلى والأرضين السفلى، ولا يخفى عليه خافية في الأرض والسماء، وأنه وهب البصر والأبصار للمبصرين؛ لا أنه مدرك للملموسات بمجسة ولا انه سميع بآلة أو بصير بأداة، إذ قد دريت [2] شهادة الأدوات بفاقة المتآدين وانه متعال عن صفات خلقه أجمعين.

ولا تصحبه الأوقات

معنى مصاحبة الشيء للوقت، هو انطباق وجوده على حصة من الزمان ومحاذاته لها ولو في آن.

[إشارة الى الزمان وطبقاته الثلاثة وانه تعالى منزه عن مصاحبته]

اعلم، ان الزمان على طبقات ثلاث:

الأولى،

الزمان الكثيف وهو زمان الكائنات المادية ومدة الحركات الحسية.

والثانية،

الزمان اللطيف وهو مدة حركات الروحانيات المدبرة للعالم الجسماني، المحركة للمواد بالتسخير السلطاني، وفيه حركة الملائكة بالوحي

Page 152