Sharh Sudur
شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور
Investigator
عبد المجيد طعمة حلبي
Publisher
دار المعرفة
Edition Number
الأولى
Publication Year
1417 AH
Publisher Location
لبنان
Genres
قَالَ قَالَ رجل بت لَيْلَة بوادي برهوت فَكَأَنَّمَا حشرت فِيهِ أصوات النَّاس وهم يَقُولُونَ يَا دومة يَا دومة وَحدثنَا رجل من أهل الْكتاب أَن دومة هُوَ الْملك الْمُوكل بأرواح الْكفَّار قَالَ سُفْيَان سَأَلنَا عددا من الحضرميين فَقَالُوا لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يبيت فِيهِ بِاللَّيْلِ وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن عَمْرو بن سُلَيْمَان قَالَ مَاتَ رجل من الْيَهُود وَعِنْده وَدِيعَة لمُسلم وَكَانَ لِلْيَهُودِيِّ إِبْنِ مُسلم فَلم يعرف مَوضِع الْوَدِيعَة فَأخْبر شعيبا الجبائي فَقَالَ أئت برهوت فَإِن بهَا عينا تسبت فَإِذا جِئْت فِي يَوْم السبت فامش عَلَيْهَا حَتَّى تَأتي عينا هُنَاكَ فَادع أَبَاك فَإِنَّهُ سيجيبك فسله عَمَّا تُرِيدُ فَفعل ذَلِك الرجل وَمضى حَتَّى أَتَى الْعين فَدَعَا أَبَاهُ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَأَجَابَهُ فَقَالَ أَيْن وَدِيعَة فلَان فَقَالَ تَحت أُسْكُفَّة الْبَاب فادفعها إِلَيْهِ والزم مَا أَنْت عَلَيْهِ
ثمَّ قَالَ إِبْنِ الْقيم وَلَا يحكم على قَول من هَذِه الْأَقْوَال بِعَيْنِه بِالصِّحَّةِ وَلَا غَيره بِالْبُطْلَانِ بل الصَّحِيح أَن الْأَرْوَاح مُتَفَاوِتَة فِي مستقرها فِي البرزخ أعظم تفَاوت وَلَا تعَارض بَين الْأَدِلَّة فَإِن كلا مِنْهَا وَارِد على فريق من النَّاس بِحَسب درجاتهم فِي السَّعَادَة أَو الشقاوة فَمِنْهَا أَرْوَاح فِي أَعلَى عليين فِي الْمَلأ الْأَعْلَى وهم الْأَنْبِيَاء وهم متفاوتون فِي مَنَازِلهمْ كَمَا رَآهُمْ النَّبِي ﷺ لَيْلَة الْإِسْرَاء وَمِنْهَا أَرْوَاح فِي حواصل طير خضر تسرح فِي الْجنَّة حَيْثُ شَاءَت وَهِي أَرْوَاح بعض الشُّهَدَاء لَا جَمِيعهم فَإِن مِنْهُم من يحبس عَن دُخُول الْجنَّة لدين أَو لغيره كَمَا فِي الْمسند عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن جحش أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي ﷺ فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا لي إِن قتلت فِي سَبِيل الله قَالَ الْجنَّة فَلَمَّا ولى قَالَ إِلَّا الدّين سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيل آنِفا وَمِنْهُم من يكون على بَاب الْجنَّة كَمَا فِي حَدِيث إِبْنِ عَبَّاس وَمِنْهُم من يكون مَحْبُوسًا فِي قَبره كَحَدِيث صَاحب الشملة أَنَّهَا تشتعل عَلَيْهِ نَارا فِي قَبره وَمِنْهُم من يكون مَحْبُوسًا فِي الأَرْض لم تصل روحه إِلَى الْمَلأ الْأَعْلَى فَإِنَّهَا كَانَت روحا سفلية أرضية فَإِن الْأَنْفس الأرضية لَا تجامع الْأَنْفس السماوية كَمَا أَنَّهَا لَا تجامعها فِي الدُّنْيَا فالروح بعد الْمُفَارقَة تلْحق بأشكالها وَأَصْحَاب عَملهَا فالمرء مَعَ من أحب وَمِنْهَا أَرْوَاح تكون فِي تنور الزناة وأرواح فِي نهر الدَّم إِلَى غير ذَلِك فَلَيْسَ
1 / 237