Sharh Nil Wa Shifa Calil
شرح النيل للقطب اطفيش - موافق للمطبوع
Genres
وأبيح لكل مخوف كركوب البحر
---------------------
(وأبيح) الوضوء لأن يكون على طهارة من غير إرادة صلاة، و (لكل مخوف) بفتح الميم وضم الخاء وإسكان الواو، اسم مفعول خاف، يقال: خفت شيئا فالشيء مخوف، وخفت منه فهو مخوف منه أو بضم الميم وفتح الخاء وكسر الواو مشدودة، (كركوب البحر)، ونزول البئر، وطلوع النخلة، والمشي حيث يخاف من عدو أو سبع أو سيل ويثاب فاعل المباح على نيته إن نوى خيرا، والواضح عد الوضوء للمخوف مندوبا لأنه لقصد الموت على طهارة، بل خلاصة القول في ذلك أنه إن أراد بوضوئه السلامة من المخوف أو نجاح أمره كربح في تجره، وغلبة من يخاصمه مبطلا، وإدراك مأموله المباح كان مباحا، وإن أراد إن أدركته الوفاة أدركته طاهرا كان مندوبا، فليحمل كلام المصنف على الأول، وكلام المصنف صريح في أن الوضوء بحسب المتوضأ له، فرض للمفروض، مسنون للمسنون أعني من الصلاة مندوب للمندوب من العبادات، مباح للمباح، وقيل لا نفل إلا بوضوء، وكذا السنة.
Page 73