325

Sharḥ al-Ṭībī ʿalā Mishkāt al-Maṣābīḥ al-musammā bi (al-Kāshif ʿan Ḥaqāʾiq al-Sunan)

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Editor

د. عبد الحميد هنداوي

Publisher

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرياض

Genres

٢٩٦ - وعن رجل من بني سليم، قال: عدهن رسول الله ﷺ في يدي- أو يده- قال: «التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملؤه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، والطهور نصف الإيمان» رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن. [٢٩٦]
٢٩٧ - وعن عبد الله الصنابحي، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا توضأ العبد المؤمن فمضمض، خرجت الخطايا من فيه. وإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه. وإذا غسل وجهه، خرجت الخطايا من وجهه، حتى تخرج من تحت أشفار عينيه. فإذا غسل يديه، خرجت الخطايا من تحت أظفار يديه. فإذا مسح برأسه، خرجت الخطايا.
ــ
كقوله تعالي: ﴿فسواهن سبع سموات﴾، والمفسر قوله: «التسبيح» إلي آخره، جعل التحميد ضعف التسبيح؛ لأنه جامع لصفات الكمال من الثبوتية والسلبية، والتسبيح تنزيهه عن النقائض، فهو من السلبية. وقوله: «في يدي» أي أخذ أصابع يدي، وجعل يعقدها في الكف خمس مرات علي عدد الخصال، وقد سبق تفسيرها في الحديث الأول من هذا الباب.
قوله: «يملأ» أي يملأ الثواب إن قدر جسمًا، والتكبير نفي من الغير صفة الكبرياء والعظمة؛ لأن أفعل محمول علي المبالغة. والكبرياء مختص به تعالي فيمتلئ العارف عند ذلك هيبة وجلالًا، فلا ينظر إلي ما سواه. والله أعلم.
الحديث الرابع عن عبد الله الصنابحي: قوله: «وإذا استنثر» خص الاستنثار لأن القصد خروج الخطايا، وهو مناسب للاستنثار؛ لأنه إخراج الماء من أقصى الأنف بعد الاستنشاق. و«نافلة له» أي زائدة علي تكفير السيئات، وهي رفع الدرجات؛ لأنها كفرت بالوضوء، والنفل الزيادة والفضل، ومنه قوله تعالي: ﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة﴾ وهو ولد الولد.

3 / 753