73

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Investigator

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

وتعتقد لها ما من الجلالة والرفعة، فلا تواجهها هناك كما أنها لا تواجهه، ولا تعارضها كما أنها لا تعارضه. يا رَجاَء العُيُونِ في كُلَّ أَرْضٍ ... لَم يَكُنْ غَيْرَ أَنْ أَراكَ رَجَائِي وَلَقَد أَفْنَتِ المَفَاوِزُ خَيْلِي ... قَبْلَ أَنْ نَلْتَقِي، وَزَادِي وَمَالي المفاوز: القفار البعيدة الغايات. فيقول لكافور: يا رجاء العيون في كل أرض نازحة، ويا غاية أمنيتها في كل بلدة نائية، لم يكن رجائي غير أن أسعد برؤيتك، وأظفر بما بلغته من مشاهدة حضرتك، وأنت رئيس المحسنين، وقبلة آمال الراغبين. ثم قال، مشيرا إلى ما تمونه في قصده: ولقد قطعت إليك أبعد شقة، ويممتك بأصدق نية، فأفنى خيلي ما اخترقته من المفاوز، وأذهب زادي ومالي ما اقتحمته من المهالك، ولم يقعدني عنك شديد ما تكلفته، ولا منعني منك مخوف ما تمونته. فَارْمِ بي ما أَرَدْتَ مِنَّي فَإِنَّي ... أسدُ القَلْبِ آدَمِيُّ الرُّواءِ وَفُؤَادِي مِنَ المُلُوكِ وَإِنْ كَا ... نَ لِسَانِي يُرَى مِنَ الشُّعَرَاءِ الرواء: المنظر، والقلب والفؤاد: واحد. فيقول لكافور: فارم بي نحو ما تريده كمي، تجدني مسارعا إلى دعوتك، مجتهدا في مقارضة نعمتك، أنفذ ولا أتكل، وأقدم ولا أعجز، فإني أسد القلب في الاجتراء والشدة، وإن كنت آدمي الشخص في الرواء والخلقة. ثم قال: وفؤادي من الملوك بشرفه ونزاهته، وان كان لساني من الشعراء بنطقه وصناعته، فوفني جزاء همتي، وتوسمني بحسب حقيقتي، وحملني من فضلك بمقدار ما انشره من شكرك.

1 / 73