169

Sharḥ maʿānī shiʿr al-Mutanabbī li-bn al-Ifīlīlī – al-safar al-thānī

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Editor

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

ثم قال: وإن أفضيت من العلة إلى السلامة، ومن المرض إلى الكفاية، فإنما أسلم من الموت ومصيري إليه، وأعدل عنه ولا بد من الورود عليه.
تَمَتَّعْ مِنْ سُهادٍ أو رُقَادٍ ... ولا تَأْمُلْ كَرى تَحْتَ الرَّجامِ
فإِنَّ لِثَالِثِ الحالتَيْنِ مَعْنى ... سِوَى مَعْنى انْتِبَاهِكَ والمَنَامِ
السهاد: عدم الرقاد، والكرى: النعاس، والرجام: القبور، الواحد: رجم.
فيقول، وهو يخاطب نفسه: تمتع من النوم واليقظة، ومن السكون والحركة، ولا تأمل النوم في برد أباطيل الدنيا، بعد زيارة لحدك، وانصرام عمركن فإن الموت يهدم اللذات، وينقل عن معهود الراحات.
ثم قال: وتيقن أن بعد اليقظة والنوم معنى ثالثا من الحق، وحالا منتظرة من الجد، هي غير هذه الأباطيل، وخلاف هذه التكاذيب، فلتلك الحال فاعمل بجهدك، وإليها فاقصد بسعيك، فإنما تطلبك ولا تغفلك، وتعجبك ولا تمطلك.

1 / 169