Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

Ibn Iflili d. 441 AH
120

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Investigator

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

تركتهم، ومن تخلفته من آلائي الذين فارقتهم، وأهدى الطريقين إلى ما أقصده، وأقربهما فيما أريده واعتمده، الطريق الذي أتجنبه وأتركه. وثنى الطريقين مشيرا إلى الطريق الذي ركبه، والطريق الذي تجنبه، ودل على أنه خرج فارا بنفسه، وأخفى طريقه الذي سلك بمبلغ جهده. وَكَمْ لِظَلامِ اللَّيلِ عِنْدَكَ مِنْ يَدٍ ... تُخَبَّرُ أَنَّ المَانَويةَ تَكْذِبُ وَقَاكَ رَدَىَ الأَعْدَاءِ تَسْرِي عَلَيْهِمُ ... وَزَارَكَ فيه ذو الدَّلالِ المُحَجَّبُ المانوية: أصحاب مان الثنوي، وهم الذين يقولون إن الأشياء كلها من النور والظلمة، فالخير كله من النور، والشر كله من الظلمة، وردى الأعداء: الهلاك على أيديهم، والسرى: سير الليل، والدلال: الثقة بقبول العاشق وإظهار التحكم عليه. فيقول مشيرا إلى ما عاناه من التستر في رحلته، وما حاوله من تكلف سير الليل في وجهته: وكم لظلام الليل عندك؛ يخاطب نفسه، من يد مشكورة لا تكفر، ونعمة مشهورة لا تنكر، تخبر أن أصحاب مان، الذين يقولون إن الشر كله من الظلمة، يكذبون في قولهم، ويفرطون في إفكهم. ثم قال: وقاك ظلام الليل ردى أعدائك في سراك عليهم، وأيدك فيما استعملته من الاحتيال فيهم، وأظفرك في سالف أمرك بمن أحببته، فزارك مسعدا بوصله، وأسعدك على ما كنت تلتمسه من قربه، ولولا الليل لما أمكنك ذلك، فنعم الليل عليك كثيرة؛ لأنه أنجاك مرارا، وقرب لك ما تبتغيه وترغبه، وكل هذا يشهد بأن مانيا وأصحابه يخطئون في قولهم، ويدفعون المشاهدة برأيهم. وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِيْنَ كَمَنْتُهُ ... أرَاقِبُ فيهِ الشَّمْسَ أَيَّانَ تَغرُبُ وَعَيْنِي إِلى أُذْنَيْ أَغَرَّ كَأَنَّهُ ... مِنَ اللَّيْلِ بَاقٍ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَوْكَبُ لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسمِهِ في إِهَابِهِ ... تَجِيُّ على صَدرٍ رَحِيْبٍ وَتَذْهَبُ

1 / 120