Sharḥ Lumʿat al-Iʿtiqād - Nāṣir al-ʿAql
شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل
Genres
الأدلة على أفضلية الخلفاء الأربعة
ثم ذكر شيئًا من النصوص التي وردت في تفضيل هؤلاء، وهي كثيرة جدًا لا تكاد تحصى وقد أفردها كثير من أهل العلم بكتب، وربما يكون الشيخ المؤلف له كتاب في فضل الخلفاء الأربعة يقع في مجلدين كبيرين.
وحديث عبد الله بن عمر: (كنا نقول والنبي ﷺ حي: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، فيبلغ ذلك النبي ﷺ فلا ينكره) بمعنى أنه أقرهم على ذلك.
وصحت الرواية عن علي ﵁ أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ولو شئت سميت الثالث، وفي بعض الروايات سمى الثالث وهو عثمان، بل الروايات الواردة عن علي ﵁ في ترتيب الخلفاء الثلاثة قبله كثيرة جدًا بما فيها التصريح بـ عثمان، وكان يقف عند الرابع فقط؛ لأنه يعني نفسه، وقد تحمل بعض الروايات على أنه يقصد نفسه بالثالث، لكن هذا أمر يحتاج إلى مزيد بحث.
وعلى أي حال فإن النصوص الواردة في تفضيل عثمان على علي كثيرة وكافية في الرد على الرافضة ومن شايعهم.
ثم ذكر أفضلية أبي بكر ﵁ على وجه الخصوص، كقول النبي ﷺ: (ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر) هذا يؤخذ منه -كما قلت- الدلالة القاطعة على أن أصحاب النبي ﷺ هم أفضل أصحاب الأنبياء؛ لأنه إذا كان أفضل من طلعت عليه الشمس بعد النبيين، فهذا يدل بمنطوقه ومفهومه على أن أصحاب النبي ﷺ أفضل أصحاب الأنبياء.
6 / 18