Sharḥ Lāmiyyat al-afʿāl liʾl-Quṭb Aṭfiyash j. 2, 3
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
Genres
قلت: ذلك غلط عجلة، فانهما جميعا مذكوران في الصحاح، لكن ذكر احنبطأ بالهمزة بعد مادة حطأ بالهمزة، ولكن وهم في إيراده بعد مادة خطأ بالهمزة لأنه يوهم أنه همزته التي بعد الطاء أصل مع أنها زائدة، كما قال ابن برى في حاشية الصحاح، والحق أن يذكره بعد حاحأ كما فعل في القاموس، ومعنى احبنطأ بالهمزة أو بالألف عظم بطنه من وجع، يسمى الحبط بفتح الحاء والباء، والحباط بضم الحاء ومد الباء وهو التخمة، واحنبطأ البعير عظم بطنه لذلك، واحبنطأ امتلأ غيظا، أو انتفخ بطنه بالحاء المعجمة، وقيل انفتحت بطنه بالحاء المهملة متصلة بالمثناة فوق قبلها.
قال المازني: سمعت أبا زيد يقول: احبنطأ بالهمزة امتلأ بطني، واحبنطيت بغير همزة فسد بطني.
قال المبرد: والذي نعرفه وعليه جملة الرواة أحبط بطن الرجل انتفخ، واحبنطأ انتفخ بطنه لطعام، أو غيره، واحبنطأ امتنع، وأجاز فيه أبو عبيدة ترك الهمزة، ورجل حبنطأ وحبنطأة وحبنطئ بهمز الكل، ومحبنطئ بالهمز أو بالياء المثناة تحت قصير سمين عظيم البطن، ويقال أيضا حبنطى بالألف، ويقال: مثل ذلك في المرأة وفي الحديث: "وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطأ أو يلم" أي يقرب من ذلك.
وقيل: الحبنطأ بالهمز المتغضب، وبتركه العظيم البطن، وقيل هو بالهمز الملقى بنفسه إلى الأرض.
وقال الكسائي المحبنطئ بالهمز وعدمه الممتنع، وفي المحكم وغيره المحبنطئ الأزق بالأرض، قال بعضهم: ومن معنى عظم البطن قوله:
فظل محبنطأ ينزو له جبن إما بحق وإما كا موصوبا
وفي الحديث: "إن السقط يظل محبنطأ على باب الجنة فيقال له ادخل فيقول حتى يدخل أبواي" أي ممتلأ غيظا.
قال أبو عبيدة: متغضبا متغيظا، متبسطا لأبويه.
قلت: أو معناه ممتنعا أو ملقيا بنفسه إلى الأرض.
وقال أبو زيد: قلت لإعرابي ما المحبنطأ؟
قال: المتكأكئ.
قال: المتكأك.
قلت: وما المتكأكئ؟
قال: المتأزف.
قلت: وما المتأزف؟
قال: أنت أحمق.
Page 238