تتمة: تقدم تعريف الكلمة المتضيئة بأنها ما وضع على مثال لم يسبق بأصل أو مثل أصل مع خلوه من زيادة لمعنى، أو الإلحاق، فخرج بقولنا: غير مسبوق إلخ نحو جلبب، فإنه ملحق بدحرج، ففعلل من غير تضعيف أصل للمضعف، وبقولنا: أو مثل أصل نحو: اقعنسس فإن إحدى سينيه زيدت للإلحاق باحرنجم، واحرنجم من مزيد الرباعي، وكان كالأصل لا قعنسس، لما ألحق هو به، وكتجلبب فإنه للإلحاق بتسربل المزيدة تاؤه للمطاوعة، وبقولنا: مع خلوه إلخ أعلم وعلم ونحوهما، فإن الهمزة والتضعيف فيهما للتعدية، وبقولنا: أو لإلحاق نحو: جهور وكوثر وبيطر، بزيادة الواو والياء للإلحاق بفعلل.
تنبيهان:
الأول: أشار الناظم إلى الوزن الأول وهو افعال بالألف بين العين واللام، وتشديد اللام بقوله أول البيت: وافعال، بدليل قوله: إذا ألف في الحشو رابعة، ولكنه لم يشدد اللام بل حففها للضرورة، فإن من الضرائر تخفيف المشدد، وتشديد المخفف.
وأشار إلى الوزن الثاني وهو: افعل بتشديد اللام وعدم الألف بقوله: أو عاريا، ولا يقال: إن تخفيف اللام أول البيت يوهم أن الوزن افعال بتخفيف اللام أصالة لا ضرورة، لأنا نقول: ليس في الأوزان افعال بتخفيف إلا في أوزان الأسماء، ويجوز أن يكون افعل أول البيت بالتشديد، وعدم الألف أسقطها للضرورة، ويدل عليها قوله: ذا ألف إلخ، ويجوز كونه كذلك لا للضرورة، ولكنه وضعه بدون ألف.
وقال بعد ذلك: سواء كان ذا ألف إلخ أي سواء زيدت عليه ألف أو أبقى كذلك عاريا، كما تقول: يعرب فو بالحركات متصلة به الميم، وبالحروف عاريا عنها، وهذا الأوجه أولى من الأول، لأن الأول ربما أوهم المبتدئ أن من أوزان الأفعال افعال بعدم التشديد.
الثاني: قال صاحب التحقيق لو قال: المص واحضر ذا ألف أو وادهم ذا ألف أي ونحوهما مما دل على لون لكان أبين في الدلالة على اللون، نعم يفوته منه ما دل على غير لون من العيب الحسي، فعدل إلى الوزن الجامع.
Page 199