233

Sharḥ Ḥamāsa Abī Tammām liʾl-Fārisī

شرح حماسة أبي تمام للفارسي

Editor

د. محمد عثمان علي

Publisher

دار الأوزاعي

Edition Number

الأولى.

Publisher Location

بيروت

Genres

(الأول من الوافر والقافية من المتواتر)
تركت بني الهجيم لهم دوار ... إذا تمضي جماعتهم تعود
تركت جرية العمري فيه ... شديد العير معتدل شديد
فإن يبرأ فلم أنفث عليه ... وإن يفقد فحق له الفقود
دوار: صنم -بفتح الدال وضمها- كأنهم يدورون عليه، أي قتلت من بني الهجيم قتيلا وهم يطوفون حوله كما يطاف على الصنم، وقيل: كأنهم لفرسي دوار أكر عليهم وأطوف بهم، كما يطاف بذلك الصنم، والرجل الثاني الذي قتله اسمه جرية العمري، وإنما قال العمري لأن الهجيم من عمرو بن تميم، وشديد العير: ما نتأ في وسط النصل من قرنته إلى سنخه، وقرنته من طرف نصله. المعنى: قتلت جرية من بني الهجيم، فهم يطوفون حوله. ومن قال: إنه يعني فرسه روى "تركت بني الهجيم له دوار"، ومعنى تمضي جماعتهم: تجاوزهم، مضيت القوم: جاوزتهم. ثم ذكر أنه قتله بسهم رماه به فقال: تركت جرية العمري فيه شديد العير أي معتدل سديد، وصف نصله بالقوة والاستقامة والسداد، ثم قال: فإن يبرأ من هذه الرمية فلم أمن ذلك وإن يهلك فحق له الهلاك لأني قصدت قتله:
وما يدري جرية أن نبلي ... يكون جفيرها البطل النجيد
الجفير: الجعبة، والنجيد: الشجاع والنجدة: الشجاعة. المعنى: يصف إصابته في الرمي فيقول: وما يدري ذلك القتيل أن نبلي إذا فارق قوسي كان جعبتها البطل الشجاع، أي اتركه فيها.
(١٤٧)
وقال قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي، جاهلي:
(الأول من الوافر والقافية من المتواتر)
تعلم أن خير الناس حيا ... على جفر الهباءة لا يريم

2 / 242