302

قد * عرفت (109) في أمر حرارتي الصبى والشباب هو * أنها (110) في سن الصبى أوفر مما هي في سن الشباب، وكل كيفية من الكيفيات المستولية على سن من الأسنان أو على فصل من الفصول من شأنها أن تكون في وسط تلك السن أو ذلك الفصل أقوى مما هي في * أطرافها (111) ، * ولذلك (112) كانت الفصول الحقيقة هي أوساط الفصول لا أطرافها. وقد علمت أن سن الصبى * أربعة (113) أسابيع، فالكيفية المستولية على * هذه (114) السن أقوى وأوفر مما تكون في وسط هذه السن، ووسط هذه السن هو آخر الأسبوع الثاني وأول الأسبوع الثالث وهو ما بين نبات الشعر في العانة إلى * خمس (115) وعشرين سنة. فلذلك خصص هذا الوقت بالذكر، ولأنه متى ذكر فهم * منه (116) الأطراف، ويعلم منه جملة السن. أو نقول: قد عرفت أن مراده بالانتقال نبات الشعر في العانة والحرارة في هذا الوقت إلى آخر سن الشباب تكون قوية جدا ظاهرة التأثير لكن أقوى ما تكون في هذه المدة في وسطها وهو الوقت الذي ذكره أبقراط لأن نهاية سن الشباب * خمس (117) وثلاثين سنة، PageVW5P198B وقيل * أربعين (118) سنة لأن أطرافها تشارك ما يليها من الجانبين في المزاج فتكون الحرارة فيها دون ما هي في المدة المذكورة. فلما كان وسط المدة المذكورة كذلك، خصصها بالذكر وضرب المثال بها فكأنه يقول: إذا لم تنحل مادة الصرع بالانتقال في الوقت المذكور وتتلاشى فبالأولى أن لا ينحل ويتلاشى بعد المدة المذكورة بل يموت صاحب العلة بها. وقد تقدم لنا كلام محرر في الصرع وفي الأسنان أيضا ليس لنا حاجة إلى إعادته. والله أعلم.

8

[aphorism]

قال أبقراط: من أصابه ذات الجنب فلم * ينق (119) في أربعة عشر يوما * فإن (120) حاله يؤول إلى التقيح.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث سبعة.

البحث الأول

في الصلة: وذلك من وجوه أربعة: أحدها أن الأول يتضمن ذكر مرض فيه امتلاء لأكثر أعضاء البدن، وهذا يتضمن ذكر مرض فيه امتلاء لأكثر أعضاء البدن، وهذا يتضمن ذكر مرض فيه امتلاء خاص بعضو واحد؛ وثانيها أن الأول يتضمن ذكر مرض يحصل منه ضرر عام لآلتى الحس والحركة، وهذا يتضمن ذكر مرض خاص ببعض تلك الأعضاء؛ وثالثها أن الأول يتضمن ذكر مرض فيه دفع رديء لمادته من أصلها إلى غيره، وفي هذا ذكر مرض فيه دفع لمادته من أصلها * إلى (121) غيره جيد ورديء، فناسب الأول في أصل الدفع وفي الرديء منه؛ ورابعها أن * الأول (122) يتضمن ذكر مرض يتبعه ذلك، وذلك لمزاحمة * الورم (123) للرئة والقلب. فإن قيل: فعلى هذا الوجه لم لا ذكر ذات الرئة لأنها يتبعها ضرر في التنفس بالمزاحمة؟، * فنقول (124) : الرئة على المذهب الحق * وهو (125) المشهور عديمة الحس، والغشاء من ذكر آفة ما * ليس (126) له حس، والصرع آفة في مبدأ الحس، فذكر آفة ماله حس بعد ذكر آفة مبدأ * الحس (127) .

البحث الثاني:

ذات الجنب ورم * حار (128) عن مواد حارة في الغشاء المستبطن للأضلاع. وإنما قلنا: * عن (129) مواد حارة، فإن هذا الغشاء * لصفاقته (130) لا ينفذ فيه ما غلظ من المواد الباردة بخلاف ذات الرئة على ما عرفته وستعرفه، ولذلك صارت تشتد غبا. وإن كان هذا الورم حاصلا في الغشاء القاسم للصدر المسمى PageVW5P199A بأفرغما فإنه يسمى برساما. وإن كان حاصلا في العضلات المحركة للصدر عند التنفس فإنه يسمى شوصة. ثم * هذا (131) تارة يكون حدوثه في العضلات الباسطة وتارة يكون * حدةثه (132) في العضلات القابضة. ويعرف هذا من الضرر الحاصل في * إحدى (133) حركتي الانبساط والانقباض وهو أن العليل إن كان تألمه في التنفس عند استنشاق الهواء أكثر من تألمه عند دفع البخار الدخاني * فهو (134) في العضلات الباسطة. وإن كان عند خروج البخار الدخاني أكثر * فهو (135) في العضلات القابضة. ثم اختلف الأطباء في الحاصل في * الجانب (136) الأيمن والأيسر أيهما أردأ، فقال قوم الأيمن أردأ لأن نضجه يكون في زمان أطول مما إذا كان في الأيسر، وقال قوم الأيسر أردأ لقربه من رأس القلب الذي هو أشرف وأرأس مما في البدن. والحق * عندي (137) أن كل واحد منهما أردأ من الآخر من وجه وأجود من وجه. أما الأيمن فإنه أردأ لما ذكرنا وأجود لبعد الآفة عن رأس القلب، والأيسر أجود لسرعة نضجه ولقربه من محل الأرواح والحرارة الغريزية وأردأ من * وجه (138) ما ذكرنا. وقد عرفت أن مآل كل ورم * إلى (139) ثلاثة أشياء إما إلى تحليل وإما إلى جمع وإما إلى صلابة. وذات الجنب أكثر مآلها إلى الأمرين الأولين وقلما يؤول إلى صلابة لأن مادة ذات الجنب في الأكثر لطيفة صفراوية أو دم رقيق ومادة الورم الصلب في الأكثر مادة غليظة، وذلك إما دم غليظ أو بلغم أو سوداء، والفاعل في ذلك إما إفراط في استعمال المحللات وإما إفراط في استعمال المبردات، فيحلل الأول لطيف المادة ويبقى كثيفها، ويجمد الثاني المادة ويكثفها. فإن آل أمرها إلى * التحلل (140) خرجت المادة منها إلى الرئة على سبيل الرشح ثم خرجت بالنفث. فإن آل الأمر إلى الجمع احتيج ضرورة إلى النضج ثم إذا نضج الورم انفجر. وفي هذا الوقت تندفع مادتها إلى جهات شتى إما من العروق المتصلة بالغشاء نفسه إلى جهة الكبد فتخرج إما بالبول إن مالت إلى مجذبها وإما بالبراز إن مالت إلى مقعرها. وقد يخرج بالنفث. وقد يخرج من الرئة بالبول أو بالبراز إذا اندفعت PageVW5P199B في الوريد الشرياني إلى جهة القلب. فإن احتبست هذه المادة في الرئة أوقعت في ذات الرئة ثم في السل. وقد يحتبس في فضاء الصدر ويحصل منها القيح. وقد يندفع في الأعصاب المتصلة بالعضو الذي فيه الورم لأنه عضو عصبي فيوقع في التشنج والكزاز. وقد تندفع إلى جهة القلب فيعرض منها الخفقان ثم الغشي. وقد تميل المادة إلى ظاهر البدن فيحصل منها خراج. وقد تميل إلى جهة المفاصل أو إلى جهة السفل فيحصل منها البواسير أو خروج الدم من أفواه * العروق (141) أو نواصير وذات الجنب إذا اقترن بها نفث الدم كان ذلك مثل الاستسقاء إذا اقترن به حمى، فيحتاج الأول إما بحسب ذات الجنب إلى ملين مرخ منضج وبحسب نفث الدم إلى ما يقبض * ويخشن (142) ، والثاني بحسب الاستسقاء إلى ما يسخن ويجفف ويفتح وبحسب الحمى إلى ما يبرد ويرطب.

Unknown page