Sharḥ Fuṣūl Abūqurāṭ
شرح فصول أبقراط
Genres
Natural Science
Your recent searches will show up here
Genres
قال عبد اللطيف: إن كل نافض (443) فإنما تبتدئ ببرد (444) يحس (445)، والبرد إلى ما يلي (446) الظهر أسرع لأنه موضع العصب والنخاع وأقل لحما فهو أكثر إحساسا بالبرد، ويكون ذلك في النساء أكثر لبرد مزاجهن عن مزاج الرجال، ثم يترقى إلى الرأس على جهة PageVW0P089A المشاركة لأنه مبدأ العصب والنخاع، والنافض (447) أيضا تبتدئ في الرجال من خلف أكثر مما تبتدئ من قدام، وإذا كانت حال الرجال هكذا فالنساء أحرى. قوله: "والجلد أيضا في مقدم البدن متخلخل" علة أخرى لابتداء النافض من خلف، وذلك أن الجلد إذا كان متخلخلا (448) تحللت (449) منه المادة ونفذت (450) بسرعة فلم يكن لها كثير PageVW3P100B نكاية، وإذا كان كثيفا احتقنت فيه المادة فعظمت نكايتها. واستدل على تخلخل الجلد في مقدم البدن بكثرة شعره، فإن الشعر إنما ينفذ من مسام ضيقة.
قال أبقراط: من اعتراه الربع فليس يكاد يعتريه التشنج، * وإن اعتراه التشنج (451) قبل الربع ثم حدثت به الربع، سكن عنه التشنج.
قال عبد اللطيف: التشنج هنا هو التشنج الكائن عن امتلاء الأعضاء العصبية كالصرع، وليس هو PageVW2P106B التشنج الكائن (452) عن الاستفراغ، فإن ذلك حاد قتال؛ فهذا التشنج لا يعرض مع الربع، وإن عرضت بعده شفت منه، لأن مادته غليظة لزجة تحتاج إلى ما ينفضها (453) وينضجها، والربع تنافضها (454) بنفضها (455)، وبحرارتها تنضجها ولاسيما وهي طويلة، ولهذا قال: "من اعترته (456) الربع" فإن هذه اللفظة تستعمل فيما يطول زمانه، وأيضا فإن الربع تستفرغ في كل نوبة جزءا من الخلط، فلا يزال يخف عن العصب. وأيضا فإن التشنج يكون معه الامتلاء راسخا في الأعضاء العصبية، وأما في الربع فتكون المادة مبثوثة في البدن كله وتحت الجلد، فتنقى الأعضاء العصبية، أو (457) يبقى (458) فيها ما لا بال به، لأن الشيء الكثير إذا توزعه أعضاء كثيرة قل في كل واحد منها.
قال أبقراط: من كان جلده (متمددا قحلا صلبا فهو يموت (459) * من غير عرق، ومن كان جلده (460) رخوا متخلخلا فإنه يموت (461) مع عرق.
Unknown page