125

[commentary]

قال عبد اللطيف: هذه العلامة ضد العلامة السابقة التي جعل فيها ضمور الثديين دليلا على إسقاط الجنين وضعفه، وهذه العلامة جعل فيها امتلاء الثديين جدا دليلا على ضعف الجنين، فالعلامتان المتضادتان تدلان على شيء واحد، فإن ضمور الثديين دليل (294) على نقصان الدم الذي هو مادة الجنين، وذلك يؤدي إلى هلاكه. وأما كثرة اللبن في الثدي وامتلاؤه به وجريانه منه، فإنه إذا كان في غير وقته، دل على أن الجنين قد مرض وضعف وقل رزاه (295) فتوفر الغذاء الذي كان ينصرف إليه على الأعضاء وآلات اللبن، فكثر في الثدي، فتولد لبنا وامتلأ به ففاض وجرى منه في غير حينه؛ فلذلك كان ضمورهما (296) دليلا على * ضمور الجنين وسقوطه، وامتلاؤهما (297) جدا دليلا على (298) مرض الجنين وقلة اغتذائه، وصار الأفضل أن يكونا معتدلين مكتنزين، فذلك دليل (299) على اعتدال الجنين وصحته وأنه (300) ليس PageVW3P095A بضعيف (301) PageVW0P084A ولا ناقص.

[فصل رقم 245]

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كانت حال المرأة تؤول إلى أن تسقط، فإن ثدييها يضمران؛ فإن كان الأمر على خلاف ذلك، أعني أن يكون ثدياها صلبين، فإنه يصيبها وجع في الثديين أو في الوركين أو في الركبتين ولا تسقط.

[commentary]

قال عبد اللطيف: ذكر فيما سبق أن ضمور الثديين دليل الإسقاط، فقلب هاهنا وذكر أن المرأة إذا كانت ستسقط ضمر ثدياها، وإذا كانت العلامة يصح عكسها كانت مساوية وكانت وحدها كافية وكانت خاصة؛ PageVW2P100B فإن قولنا: "ضمور الثدي دليل الإسقاط" عين (302) قولنا: "إذا كانت المرأة ستسقط ضمر ثدياها" فإذا صدق عكس العلامة كانت خاصة، وإن لم يصدق لم تكن خاصة. PageVW1P072B مثاله: أن ذات الجنب يتبعها الحمى، ولا يلزم دائما أن يكون مع الحمى ذات الجنب، لكن ضمور الثدي تارة يكون سببا للإسقاط، وتارة يكون عرضا تابعا، وهو في كلا حاليه (303) علامة دائمة للإسقاط. أما كونه سببا فإذا كان (304) ضموره عن نقصان الدم ومادة الجنين، وأما كونه تابعا فإذا وجب الإسقاط بسبب وثبة أو غضبة أو رطوبة، امتلأت بها نقر الرحم أو الورم المسمى الحمرة في فم الرحم، فأي ذلك وأمثاله كان وعرض الإسقاط تبعه وجع شديد فانبعثت (305) المواد نحو موضع الوجع وانصرفت معها أيضا مادة اللبن، فضمر الثدي لذلك. وهذا قول عام في جميع المواضع التي تقصد فيها الطبيعة دفع شيء بعسر واستكراه ومجاهدة، وذلك أن الدم والروح يميلان نحو ذلك الموضع فتستعملهما الطبيعة كالآلة لدفع المؤذي، وهذا هو سبب عروض الورم في العضو الآلم؛ لأنها إذا انصرفت إليه لدفع المؤذي (306) استصحبت معها كثيرا من الدم والروح ثم خلفته (307) فورم الموضع وقيح. وأما قوله: "فإن كان الأمر على خلاف ذلك، أعني أن يكون ثدياها صلبين" فاعلم أن صلابة الثدي غير اكتنازه (308) لأن الصلابة تحجر غير (309) طبيعي، وأما الاكتناز فطبيعي وشبيه بثدي الأبكار، ولا تدل صلابتهما على الإسقاط دائما، بل تدل على كثرة PageVW3P095B الدم، فقد تدفع الطبيعة ذلك الفضل إلى بعض الأعضاء فيعرض منه وجع ويبقى الطفل سليما، وقد لا تدفعه بل يبقى في الثدي فيصيبه (310) وجع، ثم إن كانت المادة التي في الثدي يغلب عليها الحرارة والحدة تصاعدت إلى فوق فحدث في العينين وجع، وإن كانت ثقيلة رسبت إلى أسفل فعرض PageVW2P101A الوجع في الوركين والركبتين. واعلم أن صلابة الثديين PageVW0P084B قد يتبعه الإسقاط، ولكن ليس ذلك دائما حتى يجعل علامة، فكأن أبقراط يقول: إذا كانت المرأة ستسقط، فإنه يتقدم إسقاطها دائما ضمور الثديين، وليس يتقدم إسقاطها صلابتهما وامتلاؤهما (311) لأن الطبيعة تدفع - غالبا - الفضل إلى عضو آخر، فإذا دفعته إلى الرحم تبعه ضمور الثديين.

[فصل رقم 246]

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كان فم الرحم صلبا، فيجب ضرورة أن يكون منضما.

Unknown page