Sharḥ Fuṣūl Abūqurāṭ
شرح فصول أبقراط
Genres
[commentary]
قال عبد اللطيف: الذي أراه في معنى هذا الفصل: إذا كانت المرأة مهزولة (261) هزالا خارجا عن طبيعتها، كهزال PageVW1P071A أبدان الناقهين، وهزال الذين PageVW2P098B في المجاعات والقحوط، وهزال الذين ابتدأ بهم الدق؛ فإن المرأة إذا كانت مهزولة بأحد هذه الوجوه ثم حملت فإن الرحم تكون منها يابسة منهوكة، والعروق ومجاري الغذاء منها ضيقة قحلة، فإذا وسع عليها الغذاء وأخذت تسمن - فلحاجة بدنها إلى غذاء كثير - تنصرف المادة إليها (262)، فإذا كبر (263) الجنين واحتاج إلى غذاء كثير لم يجد، لانصرافه إلى بدن أمه، فإذا قل عليه الغذاء سقط قبل أن تسمن أمه؛ ولو اتفق أن كان هزالا قليلا وسمنت قبل عظمه وجد من الغذاء كفاية (264) فلم يسقط. وأما جالينوس فحكى في تفسيره ثلاثة أنحاء، قال: قد توهم قوم أنها لابد أن تسقط المرأة على حال إذا PageVW3P093B كانت هذه حالها. وتوهم قوم أنها (265) إن لم تسمن ويحسن حالها ويحسن قبول بدنها الغذاء، لكن بقت على نحافتها وهزالها، أسقطت. وتوهم قوم أنه إذا تراجع بدنها وحسن قبوله للغذاء فعند ذلك PageVW0P082B خاصة تسقط، وجالينوس اختار القولين الأولين.
[فصل رقم 237]
[aphorism]
قال أبقراط: متى كانت المرأة وبدنها معتدل تسقط في الشهر الثاني أو الثالث من غير سبب بين (266) فقعر الرحم منها مملوء (267) فضلا مخاطيا ولا يقدر على ضبط الطفل لثقله لكنه ينهتك (268) منها فتسقط.
[commentary]
قال عبد اللطيف: الأسباب البينة (269) هي كالحمى الشديدة، والإسهال المفرط، وانفجار (270) الدم، وورم الرحم المسمى حمرة، والوثبة، والصيحة (271)، والغضبة والفزعة، والتجوع، ونحو ذلك. وقوله: "وبدنها معتدل" أي ليس بها مرض ولا هزال مفرط، ثم كانت تسقط في الشهر الثاني أو الثالث عندما يثقل (272) الجنين ويحتاج إلى معاليق قوية تتصل بها، فذلك يدل على أن أفواه العروق المتناهية في الرحم التي تعلق بها المشيمة مملوءة رطوبة مخاطية، وهذه الأفواه تسمى النقر، وليست هي اللحم الرخو الذي يتولد على أفواه تلك العروق، وإنما النقر أفواه العروق الضوارب وغير PageVW2P099A الضوارب التي تجلب الدم إلى الرحم. وقد قال أبقراط في كتاب علل النساء: متى كانت النقر التي في الرحم مملوءة بلغما؛ فإن الطمث أقل، وإذا رطبت متعلقات الجنين جدا تزلقت وانفصل (273) ولاسيما إذا ثقل وعظم في الشهر الثاني أو الثالث، ويكون ذلك بمنزلة الثمرة إذا كثرت رطوبتها جدا تناثرت قبل بلوغها، فاليبس (274) الغالب والرطوبة الغالبة يسقطان الثمرة والجنين جميعا. وكان قد ذكر قبل سقوط الجنين بسبب اليبوسة المفرطة، وذكر في هذا الفصل سقوطه بسبب الرطوبة المفرطة.
[فصل رقم 238]
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة على حال خارجة عن الطبيعة من السمن فلم تحبل، فإن الغشاء الباطن من غشائي البطن الذي (275) يسمى الثرب (276) يزحم فم الرحم منها، فليس تحبل دون أن تهزل .
Unknown page